مهما تآمرتم.. سنجوع ونمرض.. لكننا لن نموت..

>
الإنسان عندما يولد فإنه يولد على الفطرة، فوالداه يهودانه أو ينصرانه، ونحن ولله الحمد والشكر، وُلِدنا على فطرة الإسلام، وتربينا تربية ديننا الحنيف على القرآن، اهتدينا بسنة رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، نسير وهذا بفضل من الله تعالى وحفظه، ووالدينا، رحمة الله عليهم، تابعوا سلوكنا وأخلاقنا حتى لا تنحرف باتجاه خاطئ، وهذا ما حدث لنا جميعًا.

إلا أن هناك من الأشخاص الذين حفظوا الأمانة والتزموا بكل ما تربوا عليه من والديهم، ولم يكسبوا شيئًا من البيئة المحيطة التي عاشوا فيها، وهؤلاء هم صفوة الصفوة من الناس، وهناك من تأثر قليلًا بجيرانه وأصدقائه، ولكن لفترة بسيطة وانتبه لما حدث له، فعدل بوصلته بسرعة، ومنهم من استمر بالطريق الذي لا يعلم ما هي نهايته؛ لأنه يرى نفسه الإنسان السوي، والذي يسير بالطريق الصحيح؛ لأن من هم حواليه يلمعون له أفعاله، ويطبلون على كلماته، ويرقصون على تصرفاته؛ لأنهم مستفيدون منه، وطالما أنه لا يقصر معهم فهم من يربطون عينيه، ويسدون أذنيه عن الحقائق، التي إن علم بها سيقول يا ليتني لم أولد.

هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم، والشيء المؤلم، إن البسطاء والذين لا يريدون، ولا يبحثون سوى عن لقمة عيش كريمة بالحلال، هم الضحايا، بسبب القوانين التي تطبق عليهم فقط، ولا تطبق عن سواهم، ولكن تجدهم صابرين مؤمنين، ليس بأن هناك أخره فقط؛ بل أنهم مؤمنين بأن الحق سيأتي، ولو طال طريق الوصول إليه، وزادت الآلام والتكاليف للحصول عليه.

وبما أننا نعيش بحلبة زواياها الكذب، والمؤامرات، والخداع، والنفاق، وحبالها الحسد، والحقد، والكراهية، وأرضيتها الظلم، فإنه وعلى الرغم من ذلك، فإن المظلوم هو الذي في الحلبة، والخصم وهو الظالم ليس له وجود؛ لأنه خفي لا يظهر دائمًا بوجهه الحقيقي، إلا أن الحَكَم وهو موجود فوقنا جميعًا، ويعلم من هو الخصم الظالم، والذي سيحاسب من رب كبير عظيم عاجلًا أو أجلًا، وعنده تجتمع الخصوم.

وهنا نود أن نؤكد لكل مظلوم بعدم الاهتمام بشيء، سوى بأن تبقى أخلاقك واحترامك لمن حولك كما هي؛ لأن الظالم ضعيف، ومهما عمل من أعمال تضرك، ثق بأنها تزيدك قوة وثقة بالنفس، وهنا تتحقق الآية الكريمة في سورة التوبة – 51 ((قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) حتى لو تأثرت قليلًا بمعيشتك وصحتك، إلا أن الله تعالى يزيدك قوة وصبرًا، يجعلهم يزدادوا غيظًا وألمًا؛ لأنك لم تنكسر.

لذا على كافة المواطنين أن يكونوا على نياتهم الطيبة، ويتعاونوا فيما بينهم، ويتركوا الكلمات الجارحة، والأعمال المضرة، ونتحد بكلمة واحدة وصادقة، وهي الحفاظ على ما لدينا من إمكانيات، وتطوير قدراتنا، ونلتزم بالأنظمة والقوانين، التي نرى بأن بعضًا منها تستخدم لمضرتنا.
وبما أن الأرض تدور، ويأتي ليل ونهار، وصيف وشتاء، وهذا كما نحن مؤمنون بقدرة الله تعالى، فيجب علينا أن نؤمن بأنه مهما تكالبت الظروف، وازدادت الضغوطات، وكثرت المماحكات، وظهر التعالي والتسلط، ونزعت الأقنعة، لتظهر لنا حقائق الأشخاص الذين يبدون لنا بابتسامات مصطنعة، وهم من يحفرون لنا الحفر لنسقط فيها، لكن الله تعالى رافع السماء، وباسط الأرض، سيفرجها من عنده، ويحافظ علينا من هؤلاء الذين يدعون النظام، والشرف، والنزاهة، ومهما عملوا بنا فإننا ممكن أن نجوع أو نمرض لكن لن نموت؛ لأننا لا نركض خلف مصالح واهية، ولا نعبد أشخاص ذاهبة؛ ولأننا نؤمن بأن الله تعالى يختبر الإنسان بكل شيء، حتى بالنعم التي يغدقها عليه، وأهم اختبار هو أن يعطيك الله تعالى نعمة السلطة على حياة شعب، هل تستطيع أن تعينه على العيش، أم أن الحاشية هي من تسيطر عليك لتفقد دعوة الشعب الطيبة؟ بسبب ما يُقال لك من معلومات خاطئة من قبل حاشيتك.
نسأل الله تعالى أن يفرجها علينا، ويسهل لنا أمورنا، ويبعد عنا المنافقين، والدجالين، وأصدقاء السوء، ويعلي لنا كلمة الحق، ويصغر أمامنا الظالم، اللهم إنك مجيب الدعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى