عرض جثث وحظر التليفزيون والموبايلات.. طالبان لا تغير "جلدها"

> «الأيام» الأهرام:

> الضرب والإعدام للمتهمين بارتكاب جرائم، مع عرض جثث الجناة للترهيب والتحذير، فضلاً عن منع استعمال الهواتف، أو الاستماع للموسيقى، بعض يسير من ممارسات وانتهاكات لا تزال شائعة في مناطق نفوذ طالبان في أفغانستان، وفق شهادات العديد من السكان المحليين.

فقد أكد كمال الدين، وهو أحد سكان أرجستان، أن عودة الحركة إلى الظهور عقب الانسحاب الأمريكي ستجلب الظلام إلى البلاد، معرباً عن خوف الأفغان المتزايد من تسلط الحركة، أشار إلى أنه يخطط لإطلاق لحيته مجدداً خوفاً من غضب طالبان، مشيراً إلى أن الحركة اعتقلت والده وشقيقه الشهر الماضي لاستخدامهما الهواتف الذكية، وأجبروهما على ابتلاع شرائح الهاتف.

كذلك أضاف أنه توقف عن الذهاب إلى المسجد لأن طالبان استخدمت وقت الصلاة للضغط على السكان لتزويد مقاتليها بالجرارات والطعام والعمل غير المأجور، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

منع تعليم الفتيات
من جانبه، اشتكى نصار أحمد، صاحب متجر من بلدة سبيروان الخاضعة لسيطرة طالبان في قندهار، من عدم السماح للفتيات بالدراسة بعد سن البلوغ، وقال: "سأبيع متجري وأنتقل إلى المدينة حتى تتمكن ابنتي من الحصول على التعليم".
أما شوجوفا باهار، وهي أم لثلاثة أطفال من منطقة بانجواي التي يهيمن عليها طالبان في قندهار، فقالت إنه بعد وصول الحركة إلى المدينة منعوا النساء من مغادرة المنزل دون قريب ذكر، وحصروهن في المنزل.

ويشكو المدنيون من الضرائب المفرطة والعنف التعسفي وسوء الخدمات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة المتطرفة، لا سيما في التعليم والصحة.
إلى ذلك، عمدت طالبان، في أجزاء من هلمند وقندهار، إلى تدمير هوائيات التليفزيون والأجهزة التي تشغل الموسيقى أو الفيديو، وفقاً لعدد من السكان.
في حين تسمح الحركة لعناصرها فقط في مقاطعة لوجار الشرقية، بمشاهدة التلفاز أو استعمال الهاتف، حيث قال سماندر، وهو مقاتل من طالبان يبلغ من العمر 28 عاماً من منطقة شارخ، إن لديه هاتفين ذكيين.

فرض النظام بشكل وحشي
وسعت الحركة في الأشهر الأخيرة لتقديم نفسها على أنها جهة فاعلة مسؤولة أمام القوى الإقليمية والغرب، إلا أنها لا تزال مستمرة في فرض نظامها بشكل وحشي، لاسيما في المناطق الريفية، وفق ما أوضح شادي حميد، خبير في الإسلام السياسي في معهد بروكينجز.
من جهتها، أكدت فاطمة جيلاني، واحدة من أربع نساء في الوفد الذي قادته الحكومة في المحادثات مع طالبان، أن الحركة لم تغير معتقداتها الأساسية، لكنها تعلم جيدا أنه من المستحيل أن يكون لديها ما كان لديها من قبل، مشيرة إلى أنهم يعرفون أن أفغانستان بلد مختلف الآن.

يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن الشهر الماضي سحب جميع قوات بلاده بحلول 11 سبتمبر، ويتراوح عديدها بين 2500 إلى 3500 جندي، إضافة إلى نحو 7 آلاف من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكشف الانسحاب السريع عن مجموعة متنوعة من المشاكل المعقدة التي لم يتم حلها بعد والتي تثير قلقاً شديداً، ومنها الأمن ومخاوف تغلغل تنظيم القاعدة في أفغانستان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى