إنها الحقيقة لا مفر منها

> نحن كمواطنين نعيش على أرض واحدة، لنا حقوق وعلينا واجبات، ونلتزم بكافة القوانين والأنظمة التي تنظم عمل الدولة، لأجل أن نعيش بأمان واستقرار، حتى لو أن بعض حقوقنا لم تصل لنا كاملة.

وبما أن هذه الأرض هي الدولة، والتي يعيش بها المواطن، فهنا تختلف سلوكيات وعادات كل مواطن عن الآخر، وكذلك المستوى الثقافي والمعيشي، إلا أنهم جميعًا يلتقون بنقطة واحدة، وهي حُب الوطن، والتي يرى كل مواطن بأن حُبه وولائه للوطن أكثر من غيره، لنصل لنقطه الغُلو بالحب، فالجميع يرى أن له الحق بطرح رأيه وفكرته عن غيره، وأنها هي الصحيحة، والتي ستؤدي لتوفير الخدمة أو تقديمها بشكل صحيح أو تسهيلها للمواطنين، وهكذا لنصل للاختلاف بالطريقة التي نحب بها الوطن.

فهل يعقل أن نرى اثنين أخوة، من أم وأب متحابين، نموا وتربوا في نفس المنزل، وعندما اشتدت سواعدهم واختلفوا على شيء ما، يقوم أحدهم بضرب الآخر، ولربما يقتله، هذا لا يدخل عقل ولا تقبله شريعة.

فهنا تأتي الحكمة والعقل والتوازن النفسي من خلال أن يرتب أحدهم أفكاره، وينظم أوراقه، ويعزز من أهدافه، ليس في الأمر ضعف أو خوف؛ بل هو قوة وانتصار بلغة العقل، ولكي يرى أولاده أن القوة لن تحقق الأهداف المرجوة إذا هي انتصرت، وقد تحركت بعضلاتها ولم تتحرك بعقلها، فالعقل زينة، ويوصلك لقلوب أولادك وحبهم لك، وليس بإرعابهم وتخويفهم.

لذا نتمنى من كافة الأخوة المتخاصمين أن يرموا خلافاتهم وأحقادهم وكرههم لبعضهم البعض خلف ظهورهم، ويروا أمامهم بعقلهم وبعيونهم وليس بعيون الآخرين، ليستطيعوا من تشخيص المشكلة من جذورها، وإيجاد الحلول لها، وإدخال البهجة والسرور لأولادهم؛ لأنهم هم الجيل القادم الذي سيحمل راية البناء والتنمية، والتي لن ترفع إلا بالتعليم، ووجود برنامج طبي يواكب الطفل منذ ولادته حتى تخرجه من الجامعة وولوجه معترك العمل.

وبما أننا نبحث عن بناء وتنمية، فهذا يؤكد بأن الصحة والتعليم هم الأساس، وقبلهما التربية بالمنزل، والتربية بالشارع، والتربية بالمدرسة، فإذا استطعنا ضبط التربية، فأينما حل الطفل والشاب فأخلاقهم تسبقهم، سنحقق الهدف من التعليم وهذه هي الحقيقة التي لا مفر منها، ولن نرى يومًا ليس أخوان؛ بل جيران أو زملاء يتصارعان فيما بينهما؛ لأنهم يحكموا عقولهم بأخلاقهم، وبحبهم لوطنهم، وهدفهم هو الحفاظ عليه؛ لأن تصارعهم فيما بينهم سيؤدي إلى سحب الأرض التي يتصارعان فوقها دون أن يشعرا مهما كانت قوتهما، ولولا ربط الله على القلوب وقت المِحن لذهبت العقول، ولكنّ الله لطيف ودود، فنسألك يا الله أن تجعل لنا عقولًا نَيِّرَه، هي من تحكم أمورنا، اللهُمَّ إنك عفوٌ كريم تحب العفوَ فاعفُ عنّا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى