بلادنا تعاني أزمة حقيقية على مختلف الجبهات

> ماذا جرى في البلاد، لقد ضاعت "البركة" من كل شيء، الفلوس لم تعد لها قيمة، حياة الإنسان أصبحت رخيصة، حتى الزمن بدوره لم تعد فيه "بركة"، وأصبحت السنون والأعوام تمضي بسرعة رهيبة، لا يكاد العام الجديد يبدأ، حتى ينتهي.
كما تؤكد معطيات الواقع والأحداث وكل الكتابات والتحليلات على اختلاف المواقف والاتجاهات أن بلادنا تعاني أزمة حقيقية في مختلف الجبهات، والخطير في الأمر أن هذه الأزمة، أزمة الصراع على المصالح والمكاسب، وشغل المناصب الكبيرة قد تصاعدت إلى مالا يحمد عقباه.

ها هي الحروب تتوالى منذ أعلن الحاكم البريطاني في نهاية عام 1967م الرحيل من الجنوب، والاقتتال متواصل منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا.. ولحق ذلك الفساد في كل تلك المراحل، وأقل ما يقال عنه أنه أصبح ثقافة سائدة، حتى في مؤسسات من المفترض فيها (الصلاح) النموذج والقدوة، ناهيك عن عشرات الإحباطات التي تتعرض لها البلاد وشبابها على وجه الخصوص، ليس فقط بسبب البطالة، ولكن وهو الأخطر – شعوهم بأن هناك من يحارب التفوق والتميز وأصحاب الكفاءات، وحرمانهم من الحصول على فرصة عمل أو الترقي وتولي المناصب، وتحقيق الطموحات، في حين يحصل عليها الأقل كفاءة عن طريق الوساطات والمحسوبيات وذوي النفوذ والجاه.

في ظل هذه الظروف وغيرها تتعرض قيم الانتماء للاهتزاز، والضعف والوهن؛ بل والضياع خاصة من لديهم – لسبب أو لآخر الاستعداد لذلك، وربما يفسر هذا الانحراف بعض شبابنا وارتكابهم سلوكيات، وصلت لدى عدد محدود منهم حد الخيانة الوطنية، وهُنا يفرض التساؤل نفسه كيف نحافظ على الوطن والولاء والانتماء له، وترجمته إلى واقع ملموس؟ وغيرها من الأسئلة التي تشكل تحديًا لابد من مواجهته، ومن خلال استجابات على مستوى التحدي، وهذا ليس مسؤولية جهة معينة، وإنما مسؤولية كل المجتمع، وكل ما جاء سالف الذكر بالإمكان معالجته وتصحيحه.

إذ لا خلاف أننا بحاجة إلى حالة وفاق سياسي، أو مصالحة في الحدود الدنيا في قضية الدين والسياسة ما هو مفهوم، وحدود التدخل الديني والسياسة ما هو مفهوم، وحدود التدخل الديني السياسي هل نتحدث عن دولة دينية ذات الأفكار المتطرفة الهدامة، فهذا شيء مرفوض، لكوننا غير فارغين لهذه الفتاوي العجيبة والغريبة والمريبة، وعلينا التوجه إلى وطننا الجريح؛ لأنه يتطلع اليوم إلى مساهمة حقيقية من جميع الموطنين الشرفاء المخلصين الصادقين منا، لبناء وطن ودولة عصرية، لنقل الوطن لمستقبل أفضل، والقضاء على أي ممارسات سلبية متطرفة تعمل على تعطيل تقدم وازدهار البلاد، وفي هذه الحالة المزرية التي يعيشها الوطن والمواطن الجنوبي.

يتوجب علينا شحذ الهمم، واستعادة الاصطفاف الوطني لبلادنا الغالية، بما فيها من مودة وأخوة ومحبة بيننا البين، فنحن جميعًا ننتمي لوطن واحد يعيش فينا.

الاصطفاف الوطني واجب وضرورة ليس أمامنا بديل غيره، فنكن شعب وجيش وقيادة يدًا واحدة، فالتحديات جسام، وهناك أعداء طامعين في الوطن، متعددي الوجوه والأخطار، لا ترحم والأطماع كثيرة، والأغنية المحلية تقول (يستاهل البرد من ضّيع دفاه) فلننتبه ونجعل كلمتنا واحدة.. فنحن بحاجة إلى حالة وفاق وطني سياسي واجتماعي بمختلف أشكاله.. وللإحاطة هناك مصالح وقضايا لا ينبغي التصرف فيها برؤية، لابد أن ندرس الانعكاسات علينا جميعا.. وحفظ الله بلادنا من مصائب الدنيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى