سمير غانم.. نجم الكوميديا في المسرح والسينما

> مختار مقطري

> سمير غانم، النجم الكوميدي المصري للمسرح والكوميديا، يرحمه الله، كان نجمًا جماهيريًا يحبه الناس، ويزدحمون أمام شباك التذاكر، وأثناء العرض، تدوي ضحكاتهم وتصفيقهم للممثل المحبوب، ولكن هل قدم سمير غانم أعمالًا فنية ناقدة للمجتمع وموجهة له. في لقاء تلفزيون قال سمير غانم إنه يكره هذا النوع من الكوميديا الناقدة، أو التي تقدم أعمالًا تنويرية، وحتى في السينما لم يقدم سمير غانم أعمالًا لها ثقل سياسي أو اجتماعي.. فكل أفلامه تهريج وقصص سهلة الهدف منها أن توفر له مساحة للإضحاك، مجرد الإضحاك، بعكس زميله النجم الكبير عادل أمام (مهرج المسرح)، الذي قدم أعمالًا سينمائية لها قيمتها الفنية الكبيرة، متلمسًا حال الإنسان الفقير المعدم كما في فيلم(الهلفوت)، وتعرض لقضية الإرهاب في (الإرهاب والكباب)، ومن أفلامه الرائعة كذلك (المنسي.. طيور الظلام.. الأفوكاتو.. وغيرها)، على الرغم من أن هذه الأفلام الجادة كانت تحرم عادل أمام من مساحة كبيرة من الفيلم يقدم بها الكوميديا.

والحقيقة أن المسرح المصري قطاع خاص في معظمه تهريج منذ التسعينيات؛ لأن الغرض من العرض المسرحي هو الربح الوفير، وليس مناقشة هموم المتلقي وقضاياه الاجتماعية، ففعل سمير غانم كبقية النجوم الكبار، وكواحد من أكبر فناني الكوميديا شجعه على ذلك توقف اهتمام الجمهور المثقف بالمسرح الجاد، وغياب المسرح القومي، وقلة أعماله.

على أن هذه الحقيقة ليست كافية لتبرير ضحالة أعمال القطاع الخاص؛ لأن هناك نجم كوميدي كبير استطاع أن يجمع بين النكتة وبين الكوميديا المثقفة، هو النجم الكبير محمد صبحي، في أعمال مثل (تخاريف.. لعبة الست.. انتهى الدرس ياغبي.. وجهة نظر.. وغيرها)، التي ناقش فيها قضايا سياسية وفكرية وثقافية واجتماعية بنجاح منقطع النظير.

ومع ذلك.. يبقى سمير غانم فنانًا كوميديا نحبه ونحترمه، فقد أضحكنا كثيرًا على الرغم من اختلافنا معه.. فليرحمه الله ويسكنه فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى