تحالف الشر بين الإخوان وتنظيم القاعدة في اليمن

> حسن خليل

> نجحت قوات الحزام الأمني اليمني، في إحباط هجوم إرهابي، شنه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، واستهدف أحد مقراته الأمنية في محافظة أبين، في الجنوب، بمديرية لودر، وهي إحدى مديريات المنطقة الوسطى في أبين، عند التخوم الحدودية مع محافظة البيضاء، التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، واتخذت منها عناصر القاعدة ملاذا آمنا لها، وسط أنباء عن قيام مليشيا الإصلاح بتمرير دخول القاعدة إلى المنطقة.

المتحدث باسم القوات الجنوبية، والمنطقة العسكرية الرابعة، بالجيش اليمني النقيب محمد النقيب، أكّد أنّ الهجوم الإرهابي للقاعدة "لم يسفر عن أي خسائر"، مشيرا إلى "تصدي أبطال الحزام الأمني، لهجوم شنته عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي، دون وقوع أي خسائر بشرية، أو أضرار مادية"، لكنه حمّل مليشيات الإصلاح الإخوانية، مسؤولية هذا الهجوم المباغت، والفاشل في نفس الوقت، مؤكّدا أنّ عناصر تنظيم القاعدة، لجأت إلى "معسكرات وثكنات إخوانية، لدى ملاحقة الحزام الأمني للعناصر المهاجمة، وهي الملاذ الآمن، الذي انطلق منه الهجوم الإرهابي".

ويبدو أنّ مليشيات الإصلاح، تنشط في استدعاء مقاتلي القاعدة، والاستعانة بهم لتوجيه هجمات نوعية، ضد الانتقالي الجنوبي، وهناك حالة من التحالف الخفي بين الطرفين، يبدو أنّ الحوثي دخل في إطارها، فلم توجه عناصر القاعدة هجماتها تجاه المليشيات المدعومة من إيران، وتكثف عملها ضد منافسي الإصلاح وأعداء الإخوان، ما يكشف بوضح عن تحالف شيطاني بين الطرفين.

الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسية، لفت إلى أنّ التحالف العربي بدأ يدرك جيدا، مدى تواطؤ الإخوان في اليمن مع الحوثي، وكذلك تورطهم في إيواء عناصر تنظيم القاعدة، ما جعل التحالف، بالتزامن مع النشاط العسكري، الذي ظهر في شكل غارات مكثفة على معاقل القاعدة، في أبين، ينشط سياسيا، حيث التقى نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، بقائد القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي، كينث ماكينزي، لبحث سبل مواجهة القاعدة، والمليشيات المتواطئة معها.

من جهة أخرى، يلفت القصاص إلى أنّ مليشيات الإصلاح الإخوانية، تحاول حشد عدد من مقاتلي القاعدة، لمعاونتها تجاه التصعيد العسكري في عدن، مما دفع التحالف إلى إرسال مقاتلاته للتحليق المكثف فوق معاقل الإصلاح في أبين، لتوجيه رسالة قوية، بعدم التهاون إذا ما تم التحالف مع تنظيم القاعدة، وفي ظل التواطؤ الواضح مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حيث كشف الخبير العسكري السعودي، العميد أحمد ضيف الله القرني، في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قيام "قيادات الإخوان، بتقديم طلبات إقامة في إيران، بعد موافقة الأخيرة، في محاولة لاستباق عملية ترحيل تركية – أوروبية لهذه القيادات".

ويبدو أنّ هدف الإخوان المركزي، هو استدعاء تركيا، عن طريق تدشين تحالف واسع، يجري الإعداد له بالتنسيق مع الحوثي، وتعكس الزيارة الأخيرة التي قام بها ممثل حركة حماس لدى اليمن لقيادي حوثي، عمق علاقة التنظيم الدولي للإخوان، بشكل عام، بالمليشيات التابعة لإيران، وهو ما يعني ضرورة تغير بعض الاستراتيجيات، التي اعتمدت الإصلاح ضمن الشرعية، فالرهان على الإخوان دوما، هو رهان خاسر.

وكان معاذ أبو شمالة، ممثل حركة حماس في صنعاء، قد التقى محمد على الحوثي، وقدّم له هدية، زاعما أنّها تأتي تقديرا لمواقفه تجاه حماس، مثمنا المبادرة التي أطلقها عبد الملك الحوثي، لجمع التبرعات لصالح إعادة إعمار غزة، وهي المبادرة التي وصفها نشطاء بالجباية على نهج الإخوان، والمتاجرة بقضية فلسطين.

من جهة أخرى، طالب الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني، لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه، بضرورة التصدي لإخوان اليمن، في أعقاب مجزرة مأرب، حيث قال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "لا يستطيع الحوثي القيام بأي مجزرة في مأرب، إلا بالتنسيق والتعاون مع الإخوان المسلمين في اليمن". مضيفا: "اطردوا الإخوان، تُحرر الأوطان، وخذوا العبرة من أهل الجنوب العربي، وعاصمتهم عدن".

ونفذت طائرة أمريكية بدون طيار، في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، غارة جوية بمحيط مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني، استهدفت سيارة قيادي بارز في تنظيم القاعدة، يتبع كتيبة أبو سياف، في منطقة الحرج الصحراوية قرب عتق، مما يكشف بوضوح، عن التحالف الضمني بين الإخوان والقاعدة.

"الشارع العربي"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى