أوقفوا من يعمل على خلط المفاهيم

> الإرهابيون يتسللون من دولة إلى أخرى، مستفيدون من ثورة الاتصالات والإنترنت، التي تساعدهم على التواصل فيما بينهم في مختلف الدول، مما يحتم على الدول العربية مواجهة الإرهاب بشكل جماعي، حتى يمكن إحباط مخططاتهم في الدول العربية، بما في ذلك بلادنا التي تحتاج إلى وجود آلية مشتركة لمواجهة الإرهاب.
وكم يحبذ لو تبنت الجامعة العربية رؤية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب. وشيء جيِّد أن يكون هذا الموضوع المهم على رأس الموضوعات التي بالإمكان بحثها في اجتماعات ومؤتمرات وزراء الداخلية العرب الدورية التي يعقدونها بين حين والآخر.

يتساءل الكثيرون من الموطنين، لماذا لا تكون هناك عمليات من قبل جماعات (داعش) في دولة إسرائيل أو ايران؟ فلم نسمع قط أن جماعة (داعش) قامت بعملية هناك مثلما تقوم بها في بعض الدول العربية، كما نستغرب من الأخوة وزراء الداخلية أنهم لم يستعرضوا في اجتماعاتهم السابقة واللاحقة الأعمال الإرهابية في الدول العربية، والوقوف بحزم ضد هذه العمليات الإرهابية المجرمة في كل من العراق، واليمن، وسوريا وغير ذلك، مما يجعلنا في حيرة واستغراب من هذا السكوت المطبق على أفواه هؤلاء الوزراء.

ونحن نسمع ونرى اجتياح العالم الآن، ومنذ سنوات عمليات طالت أرجاء العالم، وبصفة خاصة منطقتنا العربية، وقد اتسمت هذه العمليات بالعنف الشديد تجاه المدنيين، عن طريق وضع قنابل شديدة الانفجار في أوساط تجمعاتهم، حيث يسقط منهم العديد من الضحايا الأبرياء، مما يهدد بشكل خطير السلام والأمن الدوليين.
لا خلاف أن الإرهاب قد انتشر في الكثير من الدول العربية والأجنبية (نسأل الله السلامة) ولن يندحر الإرهاب إلاّ إذا اجتثَّ من جذوره.

مواجهة الإرهاب تحتاج إمكانيات بشرية وتكنولوجية ومادية عالية جدًا.. ولا يمكن أن يتوافر كل ذلك في كل دولة، ولذلك يجب التعاون لمنع تسلل الإرهابيين، ومراقبة الأموال التي يمكن أن تمول النشاط الإرهابي، وتبادل المعلومات حول العناصر الإرهابية الخطرة، والتنسيق في مراقبة المنافذ والمطارات، وعندما تتعاون الدول العربية لمواجهة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة، سيتمكن المجتمع الدولي من الفصل بين الإسلام والإرهاب، ويتأكد براءة الإسلام تمامًا من الإرهاب، وكذا الفصل بين المقاومة المشروعة والإرهاب؛ لأن وصم جماعات وفصائل المقاومة بالإرهاب لا يساعد على مواجهة الإرهاب.

ولا شك أن بلادنا في مكافحة الإرهاب الدولي كانت سباقة دائمًا للانضمام إلى الاتفاقيات التي تهدف إلى مكافحة مثل هذه الجرائم الإرهابية، وقد انضم للاتفاقيات الدولية 136 دولة، وعالجت الاتفاقية وضعًا مفهومًا، وإزاء ما ذكر آنفًا أقول: إن إرهاب دولة إسرائيل لن يندحر في الأراضي الفلسطينية إلاّ إذا اجتثَّ من جذوره، بإعادة الأراضي الفلسطينية لأصحابها الشرعيين، ونوصي بشدة أن تظل المقاومة الفلسطينية محتفظة بقوتها في وجه العدوان الإسرائيلي، وأن نوضح ذلك للشعب العربي، وألا نعمل على خلط المفاهيم لدى الناس مهما كانت الأقاويل الكثيرة، ومهما كانت أنواعها، وأن تبقى القضية الفلسطينية ماثلة في أذهان العالم، وأن نوقف أي متطاول يعمل على خلط المفاهيم لدى الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى