اختطاف مفاوضات الحل النهائي

> وافقت الحكومة الشرعية على مبادرة أممية لوقف الحرب، وهذا أمر متوقع.

أحد بنود هذه المبادرة هو تفاوض طرفي الصراع من أجل التوصل إلى اتفاق حل نهائي، لماذا اخترنا هذا البند تحديداً؟، لأن هذا البند بالذات قد يعيد تدوير الصراع مستقبلاً، بدلاً من أن يؤدي إلى نزع فتيل الأزمة بصورة نهائية.

ففي ظل أن الشرعية تهيمن عليها حركة دينية، والمليشيات المسيطرة على الجزء الشمالي هي حركة دينية أيضاً، فإن مفاوضات الحل النهائي القادمة ستكون في الأساس بين جماعتين دينيتين.

والجهود الدولية الراهنة سواء بعلمها أو من دون علمها، قد تدفع عملياً إلى نتيجة واحدة، وهي استئثار هذين الطرفين على الدولة والحكومة الشرعية القادمة، مع وجود شكلي للأطراف الأخرى.

لماذا يعبر الانتقالي الجنوبي في هذا التوقيت عن قلقه من إمكانية استبعاده من مفاوضات الحل النهائي، لأن هذا ما سيحدث على الأغلب.

الواضح أن خيار استئصال الحوثيين أو حزب الإصلاح ليس خياراً مطروحاً. الواضح أيضاً أنهما سيتمكنان من اختطاف مفاوضات الحل النهائي، وربما ينصب التفكير فقط بكيفية منع تفردهما بالحكم والهيمنة على الشرعية القادمة ما بعد توقف هذه الحرب، والتي من سخريات القدر حملت على مدى سبع سنوات شعار "تحرير اليمن من الانقلابيين"، ليصبح الانقلابيون بعد هذه السنوات طرفاً رئيسياً في مفاوضات الحل النهائي لأزمة هم من تسبب بها في الأساس.

وطالما أن العالم ما زال يعترف بالشرعية التي تهيمن عليها جماعة دينية إقصائية، ويعترف بالحوثيين كطرف أمر واقع على الرغم من جرائم الحرب التي يقترفها بشكل يومي، فإن باقي الأطراف إما ستكون تابعة، أو متمردة.

وقد تحتاج الأزمة اليمنية إلى إعادة صياغة مفاهيم وتعريفات مختلفة في المستقبل القريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى