الثانوية العامة نتائجها وخفقان القلوب

> بما أننا نعلم جميعًا بأن لكل شيء محصلة، فإن حياتنا التي نعيشها محصلتها هي الآخرة، حيث الجنة وجهنم، فقد ذكر بالقرآن الكريم لفظ الجنة 66 مرة، ولفظ جهنم 77 مرة، وهذا يؤكد أن الدنيا ماهي إلا ساحة اختبار، والنتيجة ستكون يوم الآخرة، فكل إنسان سيذهب للمكان الذي ترجحه إليه كفة ميزانه، ولا يعلم بها سوى الإنسان نفسه؛ لأنه يعلم بما عمل وتصرف وتكلَّم، ولكن الله تعالى عنده العلم اليقين الذي لا يُظلم عنده أحد.

وكذلك في الدنيا، فأدائك لعملك بكل أمانة ونزاهة وصدق، ووفق الأنظمة والقوانين المنظمة للعمل، يُحبب إليك كل من تتعامل معه من المواطنين، والذين بدورهم لا يبحثون عن مصلحتهم الشخصية، فإن لم تتجاوز وتخالف لتحقق لهم ما يريدون، فأنت إنسان سيء، وغير جدير بهذا المكان، وكذلك عندما تسير في الطريق الصحيح، فإنَّ مرؤوسيك يرتاحون، ويعبرون لك عن تقديرهم لك بشتى الوسائل وأفضلها هو التكريم والتقدير المعنوي والمادي أمام زملائك، لخلق روح التنافس، وهذه هي محصلة انضباطك بأنظمة ولوائح العمل، وولائك ووفائك للجهة التي تعمل فيها بأن تعطيها كل جهدك ووقتك لترتقي بها.

حتى أولادنا في المنزل تجدهم يحاولون إرضائنا بالسمع والطاعة لنا في كل شيء، ويلتزمون بنصائحنا؛ لأنهم يريدون رضانا عنهم، ولا يتصرفون بما يضايقنا، وهنا تجدنا كآباء نوفر لهم متطلباتهم وفق إمكانياتنا المتاحة، والتي مهما صَغُرَت قيمتها، إلا أن الابتسامة التي تشرق من وجه أطفالنا قيمتها كبيرة جدًا في قلوبنا وقلوبهم.

وهنا نجدهم يلتزمون بدراستهم وتحصيلهم العلمي، بأن يكونوا من المتفوقين في جميع مراحل دراستهم، وذلك عن فهم، وبما أن مراحل الدراسة تبدأ بالروضة وتنتهي بالثانوية العامة، والتي تأتي سنتها الأخيرة بتحديد مستقبلك الجامعي الذي تتمناه، ولكن محصلة مجهودك الدراسي هي من ستؤهلك لدخول الكلية التي تحلم بها لتتخرج منها لسوق العمل.

وهنا نرى في السنوات العشر الأخيرة في بلدنا، أن محصلة التعليم للأعوام الدراسية لأي طالب، للأسف، ضعيفة وغير عادلة بين الطلاب، فتجد أن نتائج السنة الأخيرة للثانوية العامة يَبْيَّضُ لها لون الغراب، وتكون النتائج كارثية للعديد من الطلاب، فمنهم من لم يفتح كتاب طوال أعوام دراسته؛ ولكن المحصلة النهائية والتي تدخله الجامعة قد حقق فيها نسبة أكثر من ‎% ‎90، والذي لم يترك كتابه حقق أقل من ‎% ‎90.

ولكن في الدول الأخرى، وخاصة العربية المجاورة لبلدنا هذا، الأمر غير موجود، والنتائج النهائية فعلًا تكون بحسب التحصيل الدراسي، فلن يتفوق سوى المجتهد والواثق من نفسه، وربما تحدث بأن يكون هناك مجتهد ولا يحقق ربما النجاح أو المعدل الذي كان يرجوه، ولكن مستحيل أن يحقق فاشل لا يعرف الكتاب حتى درجة النجاح، وبما أن هذه الأيام هي أيام التحصيل النهائي للأعوام الدراسية، فتجد الأُسر والبيوت فيها حالة استنفار قصوى، ودرجة خفقان قلوب أولياء الأمور تتسارع، وهم يرفعون أيديهم لله تعالى يدعونه بأن يوفق أولادهم ويحقق طموحاتهم.

وهنا ندعو لكل طالب بأن الله يوفقه، ويحقق طموحه، وهدفه، ويفرح أهله ومحبيه، فنرجو منكم الدعاء لطلابنا، اللّهُمّ وفقهم ووسع مداركهم، وحقق لهم أمنياتهم يا الله، وكل أهدافهم وطموحاتهم، اللهم آمين، إنك سميع مجيب.. ونرجو رجاءً من طلابنا الذين هم أبنائنا أن يجتهدوا، ويثابروا ليحققوا النتائج التي يتمنوها، فلا تبخلوا عليهم بدعواتكم أحبتي جميعًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى