النظام الإداري الذي ورثه الجنوب

> النظام الإداري الذي ورثه الجنوب، تم الحفاظ عليه، كتقليد إداري مكن الدولة ومؤسساتها وأجهزتها المدنية من الاستمرار، على الرغم من كل المعارك التي كانت تدور بين أعضاء القيادات السياسية العليا، حيث ظل تراث التنظيم الإداري الذي ورثته الدولة في الجنوب صمام أمان، بحيث يكون عمل المؤسسات الوطنية بعيدًا عن الصراع على السلطة بين القيادات العليا للبلاد؛ لكن للأسف الشديد أتت الوحلة المباركة لتدمير هذا التراث، وتزرع بدلًا عنه الفوضى والفساد، ولذلك فإن ما نشاهده اليوم هو نتاج للتدمير الممنهج الذي اعتمد كوسيلة للتدمير بعد حرب 94؛ لأن تلك القيادات الإدارية التكنوقراط التي كانت موجودة على رأس كثير من المؤسسات، قد أُبعِدَت وتم استبدالها بعناصر شمالية مهمتها تحددت في القضاء على أي شكل من الأشكال للدولة السابقة في الجنوب، وعليه فإننا اليوم نحتاج إلى الخبرة التراكمية لهذا الكادر أو ما تبقى منهم على قيد الحياة، لكي نستعيد بناء مؤسسات دولة مدنية جديدة؛ لأن ما نشاهده مفزع، إذ فقد الناس الأخلاق والقيم؛ بل وفقد بعض الناس عقولهم أمام تيار الفساد الذي انتشر في البلاد، ودمر كل ماله علاقة بالإنسان والإنسانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى