بلاد (فالتو) وبنك مركزي (هامبو)

> هامبو هي كلمة غريبة دخلت إلى مجتمعنا ذاع صيتها من بعد 2015، هي كلمة يوصف بها البلاطجة الذين ينهبوا أي شيء، ويتفننوا في الكذب والدجل في تضليل الناس، ومستباح لهم كل شيء، ولا يهمهم أن كان حلالًا أو حرامًا.

وحاولت أن أجد تعبيرًا أفضل من هذه الكلمة ولكن لم أجد أنسب وأفضل من هذه الكلمة، تعبيرًا لما يقوم به البنك المركزي من أفعال مريبة وعجيبة ومخيفة ترتقي إلى وصفه بهذه الكلمة (هامبو)، لم أجد أفضل تعبير أن أصف به البنك المركزي سوى بهذا التعبير (البنك المركزي هامبو)؛ لأنه لم يقم بدوره كما يجب كبنك مركزي، من خلال الرقابة الصارمة على محلات الصرافة، والحفاظ على عدم تدهور العملة؛ ولكنه ترك الأمور سداح مداح لمحلات الصرافة تضارب بالعملة كما تشاء، وكيف تشاء، وقطاع الرقابة في البنك المركزي متخاذل، وكأن الأمر لا يعنيه، وبعد هذا التخاذل المخزي أصبح البنك المركزي (هامبو) خصوصًا بعد فتح هذا الكم الهائل من محلات الصرافة، ويبدو أن هناك في لعبة قذرة بين البنك المركزي ومحلات الصرافة، لأن البلاد (فالتو)، وبنك مركزي هامبو، لافي حسيب ولا رقيب، وشلة من الفاسدين في البنك المركزي هي من أوصلت تدهور العملة في البلاد إلى الحضيض، وللأسف الشديد الرئاسة والحكومة واقفة موقف المتفرج أمام كل هذا اللعب في البنك المركزي، الذي من المفروض أن يكون بنك سيادي، ولكن يبدو لي أن هذا الأمر لا يهم الرئاسة ولا الحكومة.

طبعًا لا يهمهم؛ لأنهم يستلموا مرتباتهم بالدولار والريال السعودي (واللجان الخاصة) في السعودية تدفع لهم والسواد الأعظم طز فيه.
الشيء المضحك هنا أن قطاع الرقابة في البنك المركزي الهامبو، أصدر تعميمًا هامًا لكافة منشآت الصرافة في الجمهورية، في تاريخ 1 يونيو 2021 ، بتوقيع مذيل من وكيل قطاع الرقابة على البنوك، وتضمن التعميم (الهام): ( إلى ضرورة التزام منشآت الصرافة بتنظيم عمليات المصارفة والبيع والشراء بالعملات، في سبيل الحد من تدهور العملة).

وفي آخر التعميم (الهام) "حذر البنك المركزي منشآت الصرافة من مخالفة هذه التعليمات، واتخاذ كافة الإجراءات الصارمة، والتي قد تصل إلى سحب التراخيص".
يا سلام الله وأكبر شوفوا على هنجمة! تحذير وسحب تراخيص، طبعًا هذا كله كلام أصحاب الهامبو كذب ودجل وتضليل على الناس.

وأنا لا أقول لكم كلامًا جزافًا، وسوف أثبت لكم هنا أن البنك المركزي أصبح هامبو.

إنه في يوم السبت 6 يونيو 2020 عقد مسؤول كبير في البنك المركزي بعدن اجتماعًا مع ممثلين لجمعية الصرافين، لمناقشة وضع تدهور العملة، ووجه المسؤول الكبير في البنك المركزي تحذير شديد اللهجة لكل أطراف الجهاز المصرفي، ولشركات ومنشآت الصرافة تحديدًا، وحملهم المسؤولية كاملة عن كل النتائج القادمة، وقال المسؤول الكبير: (إن البنك يدرس خيارات لوقف هذا التدهور، واتخاذ إجراءات قاسية لوقف التلاعب والمضاربة بأسعار الصرف، وضبط المتلاعبين من الصرافين وفي ختام الاجتماع: "تعهد المسؤول الكبير في البنك المركزي في تنفيذ الخيارات التي سيقررها للتصدي للمخالفين والمشاركين لتدهور قيمة العملة المحلية مهما كلف الأمر".

تعرفون ماذا حدث بعد هنجمة المسؤول الكبير والتهديد والوعيد، ولن نسمح بتدهور العملة مهما كلف الأمر.
بعد مرور سنة كاملة من اجتماع المسؤول الكبير في البنك المركزي مع ممثلي جمعية الصرافين لمناقشة وضع تدهور العملة بتاريخ 6 يونيو 2020، والذي حدث الآتي:

- مزيدًا من تدهور العملة.

- ازدياد عدد محلات الصرافة بشكل (غير منطقي).

- تخلي البنك المركزي عن مسؤوليته كبنك مركزي ورقابة (حقيقية) في ضبط التلاعب في العملة.

- لم يتم أي إغلاق لمنشآت الصرافة.

- لم يتم سحب التراخيص.

أين ذهب كلام المسؤول في الاجتماع الذي عقد في 2020، عن التعهد والتهديد والوعيد والخيارات المدروسة للحفاظ على العملة، والإجراءات القاسية، وإغلاق محلات الصرافة، وسوف تتخذ الإجراءات بحق الصرافين المضاربين في العملة، وسحب التراخيص طلع كلام هامبو بمعنى كذب وتضليل الناس.

ولكن وللأسف الشديد كل الإجراءات الذي عملها البنك المركزي هو صدور التعميم الهام آنف الذكر في 1 يونيو 2021 (بلو ورقة التعميم واشربوها على (حقين)، وما أدراك ما الحقين(هم وحدهم في البنك المركزي الهامبو با يعرفوا قصة الحقين) .

* للاتعاظ لا غير:
في الأخير أطلب من أصحاب التعميم الهام والمسؤول الكبير في البنك المركزي أن يصعدوا إلى الدور الأخير (السطح) في البنك المركزي وأن ينظروا ويتأملوا قليلًا إلى (مقبرة القطيع) وهي قريبة من البنك المركزي لعلهم يتعظوا، وكلنا راحلون إلى دار الفناء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى