ارحلوا فورا

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
يمكن لاتحاد الكرة تقديم مائة مبرر لخسارة المنتخب الوطني اليمني أمام السعودية وأوزبكستان وحتى سنغافورة، لكنه سيعجز عن تقديم مبرر واحد يداري به الفضيحة أمام منتخب فلسطين.

الهزائم في كرة القدم أشكال وألوان.. هزيمة بشرف.. هزيمة مقبولة.. هزيمة عدم التكافؤ.. هزيمة فارق القدرات والإمكانيات.. هزيمة بالكتشب والمخلل.. هزيمة برائحة البترول والديزل، لكن هزيمة اليمن من منتخب يعيش في شتات من مخيم إلى مخيم، هزيمة نكراء تستحق تقديم كباش الاتحاد إلى محاكمة علنية أمام الجماهير اليمنية، أو يرحلون فوراً دون قيد أو شرط.

منتخب فلسطين أوضاعه في (التنك)، بين الضفة وغزة يتحرك خارج نطاق التكهن.. يدخل المنافسات القارية بطلوع الروح، لتبقى فلسطين تتنفس من مسمات مخيمات الشتات، لكن لاعبيه عندما يهزمون منتخباً يمنياً وضعه أفضل تسقط مساحيق التجميل عن وجه اتحاد الكرة القبيح وتكون فضيحته مع لجنته الفنية بجلاجل.

توقعت بعد الخسارة المدوية للمنتخب بثالثة الأثافي والنار الهادئة أن يقدم اتحاد الكرة استقالته كأقل إجراء لمعالجة الضرر النفسي الذي ألحقه بالجماهير اليمنية، توقعت أن يقول رئيس الاتحاد المشغول بالسياسة: كفاية خيبة.. كفاية فشل.. كفاية تمثيل بوطن الحكمة.. كفاية تلقيح جثث.. كفاية إحباط.. كفاية الاعتماد على لجان مدمنة فشل، لكن شيئاً من رد الفعل توارى خلف قناعات أن هذا المنتخب لا أب له و لا أم، باعوا أصابعه وخلوا الجسم للديدان، وقطعوا أوصاله على ما يشتهي الوزان.

وطبعاً في محرقة فلسطين لن يقدم الاتحاد المهاجر كبشاً من كباشه، سيكون المدرب المسكين أحمد علي قاسم كبشاً يذبح قرباناً أمام فلة رئيس الاتحاد في القاهرة وشقة الأمين العام في ألمارينا.
لماذا فازت فلسطين ووضعها البائس يصعب على يهود (أورشليم)؟

ولماذا سقطت اليمن هكذا دون مقاومة؟
السر ببساطة يكمن في العقلية، عقلية (الرجوب) منفتحة على أهل الشأن الفني والإداري، وعقلية صاحبي الشيخ (أحمد العيسي) منفتحة على حاشيته وغربال أصحابه، واحد يرى المنتخب ملكاً للشعب، فيختار الكفاءات ليقلص الفوارق، وواحد يرى المنتخب شركة خاصة في جيب حميد، فيجلب لها أعوانه الذين يهزون رؤوسهم طمعاً في تلبية نداء البطن التي لا تشبع والنفس التي لا تقنع.

فلسطين قالت للاتحاد في ليلة سقوط عرش بلقيس: الفلوس التي لا توظف توظيفاً سليماً مفسدة للوطن، هناك ما هو أهم من المال ومن القدرات ومن الثرثرة، هناك الفكر الإداري الناجح الذي يحسن توظيف الإمكانيات الشحيحة، هناك العقول الفنية والإدارية التي تعوض فارق الامتيازات وتخلق من الفسيخ شربات، هناك الإدارة المحترمة التي لا تضحك على الشعب ولا تتسول باسم الظروف.

اتحاد (الرجوب) اتحاد عقول، واتحادنا اتحاد عجول، اتحادهم يبكي مع كل خسارة ويصحح المسار، واتحادنا يضحك مع كل خسارة، يخرب تلال الجماهير ويجلس على قلوبهم.
الخسارة في كرة القدم واردة، لكن ردود أفعال اتحادنا مؤلمة وباردة بحق، وحتى حميدنا الذي يتحفنا دائماً بفاصل من خفة الدم، قد يخرج لسانه مدافعاً عن موائد اللئام: لن نستقبل الاتحاد حقنا ويمثلنا، نحن أحرار نخسر من فلسطين ومن زفت الطين، لن نستقيل.. دوروا لكم على بقرة تلحسكم.

عشية الخسارة المدوية من فلسطين، طلب أحدهم مني تعليقاً يبرد قلوب الجماهير اليمنية، فقلت له:
المفروض يصدر رئيس الشعب اليمني قراراً شعبياً يقضي بمحاكمة أعضاء اتحاد الكرة بتهمة الغباء الإداري، ويكون جزاؤهم وضعهم طابوراً في ميدان التحرير بصنعاء، أو ساحة العروض بعدن، ويرجمون من قبل الجماهير اليمنية الغاضبة والمحبطة بالبصق فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى