دعونا نتفاءل قليلا

> اليوم يعود الحديث بجدية عن عودة الحكومة إلى عدن، وفي الرياض تجري تسوية الملعب بهذا الصّدد، وبالطبع الحكومة مطالبة بإجراء حلحلة حقيقية في الملفات التي أرهقتنا وهي الغلاء وتدهور العملة، وكذلك غياب وتعثر الخدمات الرئيسية كالمياه والمرتبات والكهرباء وغيرها، وكل ذلك أوصل المواطن إلى الحضيض، ورغم عدم قناعتنا بصدقية السلطة في انتشال أوضاع المواطن، خصوصاً وهي من تسبب بإيصاله إلى هذا الوضع البائس، أو أطراف فاعلة فيها، إن جاز التعبير، وسنعمل بالمثل القائل: "جاري الكذاب إلى حد الباب".

على خلفية عودة الحكومة إلى عدن، بحسب اتفاق الرياض، ولإغلاق باب التذرع بالجانب الأمني، أقدمت سلطات عدن على تنفيذ حملة أمنية مكثفة لمنع حمل السلاح في الشوارع، وكذلك منع المركبات غير المرقمة، وهذه خطوة جد إيجابية، وتحتاجها عدن كثيراً، لكن يتعالى الصراخ من البعض بالقول حاربوا الغلاء وآتوا بالماء والكهرباء، وهذا واقعي ولا شك، لكن لماذا نصرخ ونجأر بالعويل على هذه الحملة الأمنية، وهي نافعة أيضاً، وبمجيء الحكومة سيكون هذا الصراخ أكثر جدية وواقعية.

المُفترض أن أي إجراء أو خطوة إيجابية ونافعة لعدن، علينا أن نرحب بها، والحملة الأمنية ستحد من الجريمة، ولأن انتشار السلاح بهذا الشكل العشوائي في شوارع عدن، هو من مظاهر الانفلات والفوضى، وهذا ليس من سماتِ عدن ولم تعهده أيضاً. كذلك الحال للسيارات غير المُرقّمة وخصوصاً معظم الجرائم التي أُرتكبت سلفاً هي بسبب الانتشار الفوضوي لهذه السيارات، كما نتذكر جيداً مُؤشّر وتعداد الجرائم التي أرتكبت بالدّراجات النارية غير المرقمة، وبمنعها تلاشى وانحدر كثيراً عدد الجرائم التي كانت تتم بواسطتها.

دعونا نستعيد شيئاً من ألق عدن ونموذجيتها رويداً رويداً بمثل هذه الحملة الأمنيّة، وهي قد رتبت لها قيادة محافظة عدن مبكراً، وبها سيتم تضييق الخناق على الخلايا الإرهابية النائمة والمتخفية، وبها سيصبح أفراد هذه الخلايا مكشوفين عراة عند أي تحرك لهم، وهل هناك أجدى وأنفع من الإطباق على هذا الكابوس، والبقية ستأتي بإذن الله تعالى، والمهم أن تلتزم الشرعية بنقل قواتها من حضرموت وشبوة وأبين، وتوجهها لمقاتلة الحوثي، وهذا بحسب اتفاق الرياض وملحقاته، ونتمنى أن يكون الراعي جاداً لمتابعة هذه الجزئية.

والمهم أن لا نقف ضد أي خطوة إيجابية مهما صغر شأنها، وما دفعني إلى هذا التناول هو ما لمسته من تكرار اللغط وإبداء التذمر من البعض على هذه الحملة، وسمعته بتكرار مستفز في المواصلات العامة وفي المجالس وعند الخروج من المساجد وغير ذلك، ويبدو أن هذا بسبب ما وصل إليه المواطن من الإحباط والاختناق في حياته المعيشية، لكن علينا أن نتفاءل، وأي شيء إيجابي سيستجد أو سيعود إلى حياتنا وهي افتقدت قائمة طويلة من الإيجابيات، وعلينا أن نرحب به وبعودته، وهذا هو الوضع الطبيعي ولا شك، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى