مراقبون يرون أن التصعيد الحوثي يرتبط بالأجندة الإيرانية أكثر من ارتباطه بالملف اليمني

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • باحث سياسي: إيران لن تسمح بنزع الورقة اليمنية من يدها دون مقابل استراتيجي
اعتبر الباحث السياسي اليمني سعيد بكران في تصريح لصحيفة العرب اللندنية، أمس الأحد، أن التصعيد الحوثي الأخير بمثابة الإعلان الرسمي بأن إيران لن تسمح بنزع الورقة اليمنية من يدها واحتواء ذراعها العسكري الأهم على الإطلاق في المنطقة دون مقابل استراتيجي يرضي طهران.
ولفت بكران في تصريحه لـ”العرب” إلى أن لدى إيران أوراق تأثير وضغط في غزة ولبنان والعراق لكن “كل هذه الأوراق مطوّقة بحسابات داخلية معقدة ودقيقة بعكس الورقة اليمنية التي تملك التأثير على إمدادات الطاقة العالمية باستهدافها للسعودية، والتأثير على الملاحة الدولية من خلال التهديد المستمر لأمن البحر الأحمر والمضيق”.

وأضاف “هذا التصعيد هو أيضًا دلالة على فشل الإدارة الأميركية أو الانهيار الحقيقي لنظرية إمكانية تغيير سلوك إيران وذراعها اليمنية عبر السلام والحوار”.
ووصف رئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى التصعيد العسكري الحوثي الأخير بأنه أحد أهم التكتيكات الحوثية التي يحاول من خلالها الحوثيون الاستفادة القصوى من عامل الوقت.

وأشار مصطفى في تصريح لـ” العرب” إلى عمل الجناح السياسي للحوثيين على التعطيل لمنح الجناح العسكري مساحة زمنية أكبر لخوض المناورات العسكرية.
وأضاف “هذا التكتيك تحكّم بسلوك الحوثيين طوال فترة تعاطيهم مع المبعوثين الأميين أو الدوليين ومنه مقاطعتهم للقاءات المبعوثين كما فعلوا مع غريفيثس مؤخرًا وقبله مع ولد الشيخ الذي وصل بهم الأمر إلى الاعتداء على سلامته وهو خارج من مطار صنعاء؛ كما كان تأزيم العلاقة مع المبعوثين واحدًا من عراقيلهم التي استنفدت الوقت السياسي”.

وأكد على أن الحوثيين يسعون اليوم للاستفادة من الفجوة الزمنية بين ترك غريفيثس مهمته في اليمن وتعيين مبعوث أممي جديد بدلًا عنه؛ حيث أن “هذه الفترة الخالية من التواصل الأممي معهم تعطيهم مساحة لمحاولة الضغط العسكري سواء بريًا باتجاه مأرب أو بكثافة استهداف المملكة العربية السعودية بالطائرات المسيّرة، بسبب إرجاعهم أسباب الإخفاق في اجتياح مدينة مأرب إلى الضربات الجوية للتحالف العربي التي كبدتهم خسائر كبيرة، وأعاقت عملياتهم العسكرية في المحاور القتالية المحيطة بمدينة مأرب”.

وأوضح رئيس مركز فنار “يحاول الحوثيون ربط وقف الهجمات تجاه السعودية بوقف التحالف للضربات الجوية في مأرب، والفصل السياسي لوقف العمليات الجوية للتحالف عن التسوية السياسية الشاملة في اليمن؛ لأنهم يرون أن نجاحهم في اجتياح مأرب يفرضهم كجماعة مسلحة كأمر واقع على شمال اليمن في التسوية السياسية المحتملة، وهو ما يضمن لإيران عبرهم مواصلة تهديد السعودية حتى بعد الوصول إلى اتفاق سياسي ينهي الحرب الداخلية القائمة حاليا”.

وأكد مراقبون أن المواقف المتطرفة للحوثيين تعد بمثابة هروب للأمام من الضغوطات المتزايدة عليهم واتجاه المجتمع الدولي نحو تحميلهم مسؤولية فشل السلام في اليمن، معتبرين أن إدراج الأمم المتحدة للحوثيين على القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال قد يكون مقدمة لعقوبات قادمة أكثر صرامة ستتخذها المنظمة الدولية بالتوازي مع عقوبات أخرى من قبل الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي وصولًا إلى مجلس الأمن الدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى