1+5

> سال الكثير من الحبر على صفحات صحف ومجلات وأوراق العالم وهي تتناول الشأن اليمني. الحرب اليمنية - اليمنية والحرب الإقليمية - اليمنية تحت شعارات عدة يأتي من أبرزها شعار استعادة الشرعية الدستورية المتمثلة بسلطة الرئيس عبدربه منصور هادي لم تنهِ ما جاءت من أجله، عوضًا عن ذلك، فتحت فصول أزمة دولية "أممية" وإقليمية "خليجية" ومحلية "أهلية"، وهي الأزمة التي كانت فاتحة لدخول اليمن فصلاً جديداً من فصول التاريخ الملطخ بالدم والصراعات والأوبئة والكوارث.

قبل الحرب واكب اليمني دخول بلاده برًا وجوًا وبحرًا تحت الفصل السابع "المشؤوم" بنوع من الخفة، ووقف وما يزال يقف حتى يومنا هذا أمام التقارير والمواضيع والمقالات التي تتناول شأن بلاده (المفتوحة) بعد الحرب موقف المتفاعل تأييدًا ومعارضة حسب موقفه مع/ ضد أطراف الصراع المسيطرة على المنطقة الجغرافية التي شاء القدر أن يتواجد هو فيها، وإن بدا غير مهتم بالوضع السياسي، فالوضع الاقتصادي يجبره على التعاطي مع الجهات التي تسيطر على أرضه ومصيره ومقاديره بشيء من الاهتمام كون مصيرهما مشتركاً، والرابط الذي يجمع أحدهما بالآخر "كاثوليكي" وثيق لا انفكاك منه إلا بانتهاء مسببات بقاء أحد أطرافه.

لا يعلم اليمنيون الذين يقامرون بعضهم بعضًا معتمدين على (الريح)، أنهم باتوا أمام فرصة حقيقية لإحلال السلام جاءت بها رياح المتغيرات الإقليمية والدولية التي لن تدوم طويلًا دون شك.
تعرف سلطنة عمان أن جميع أطراف الحرب اليمنية - الإقليمية، باتوا منهكين من استمرار القتال بعد قرابة سبع سنوات أكثر بكثير مما يعرفه اليمني المستعد للقتال حتى الفناء، حيث لم يعد هنالك شيء يمكن خسارته بعد خسارة الأرض المسماة مجازًا بالوطن بالنسبة للأخير!

تتعامل سلطنة عمان مع الملف اليمني باهتمام متزايد كونه ملفاً حساساً، ويهدد على المدى البعيد أمن السلطنة في صميمها كلما استمرت الحرب بالتوسع شرقًا في اليمن. سلطنة عمان تعرف الآن أكثر من أي وقت مضى، أن الموت أصبح شبيهًا للحياة بالنسبة لليمني، حيث لا يهتم بالفرص المواتية لإنهاء حرب أحرقت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل في بلده، فما كان منها إلا أن امتلكت هي زمام المبادرة لتعرف اليمني على مزايا السلام الذي لم يعد يعرفها.

ستدخل سلطنة عمان التاريخ، بعد سبع سنوات حرب، من نفس الباب الذي خرجت منه اليمن، منذ سبع سنوات حرب، إذا ما أنجزت ما تعمل من أجله مع كافة الدول المهتمة بإنهاء الحرب وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت ترغب بإنهاء مسببات الحرب اليمنية - اليمنية بالتعاون مع الجانب السعودي كمدخل أولي نحو معالجة المسببات والدوافع الإقليمية المغذية للحرب التي تم تصويرها على أنها ستكون حربًا خاطفة لإدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما التي وقعت، وأوقعت حلفاءها في الأرض الرطبة التي تم تهيئتها كليًا لتكون أرض قمار إقليمية ترتبط نهاية الحرب فيها بالانتهاء من الملف النووي الإيراني مع دول (5+1)، وهو الملف المتعثر الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الحل لولا الحرب، وللمصادفة نشبت واليمن تستعد لتغيير شكلها من دولة جمهورية إلى دولة اتحادية من (ستة) أقاليم، وها هي اليوم تقف على باب الكريم باحثة عن نفسها بعد أن راهنت على الريح، فما كان من الريح إلا أن قذفتها بعيدًا عن الإقليم والعالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى