ليندركينج: اتفاق الرياض يسير قدما ولدى الحكومة فرصة للعودة إلى عدن

> "الأيام" غرفة الأخبار:

>
  • التحالف شريك للحوثيين في الانتهاكات والعنف ضد المدنيين
قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، إن منظور الولايات المتحدة الأمريكية لحل إشكالية عدم وصول المساعدات والغذاء وتعطيل حركة الناس باليمن هو بإيقاف القتال، وإن الطريق الوحيد لإيجاد حل لجذور الأزمة الإنسانية هو التوصل إلى اتفاق سلام دائم للحرب.

وأضاف ليندركينج: بالرغم من الإجماع غير المسبوق دوليا، على مستوى المنطقة على وجوب وقف إطلاق النار، فإنني قضيت معظم وقتي في جولاتي منذ تعييني في فبراير إلى كل دول المنطقة والتحدث معهم ومع اللاعبين اليمنيين في الداخل والخارج، والتحدث مع الحكومات المجاورة لليمن، وهو مبعث أمل، وأقصد الإجماع الدولي في المنطقة على وقف الحرب، الذي لم يحدث خلال الست سنوات السابقة، لكن ما لم نره هو التزام حقيقي في الانخراط المباشر والعاجل في وقف النار، واعتقد أنه يجب هنا ذكر إحدى المناطق التي يجب علينا أن نتحدث عنها، وهي الهجوم على مأرب الذي يشنه الحوثييون، والذي يشكل قضية وإشكالية.

وتابع "هنالك أيضا نقطة إيجابية أود التحدث عنها. أنا سعيد أن أرى أن هنالك انخراط في محادثات الرياض في الجنوب، والجهود المبذولة لجعل الجنوب أكثر استقرارا، وهو ما سيؤدي إلى تحسين الخدمات الأساسية هناك. نعتقد أن اتفاق الرياض يسير قدما، هنالك فرصة كبيرة للحكومة للعودة إلى عدن، وتوفير الخدمات الأساسية، الذي سيؤدي إلى تحسين البنية التحتية في الجنوب".

وقال: "إن المساعدات الإنسانية لا تخفف من معاناة الشعب اليمني فحسب، ولكنها تؤسس لقاعدة لتعافي اليمن مستقبلا، لذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ترحب بجميع الجهود التي تقوم بها المنظمات الدولية لمنع انهيار الوضع والمؤسسات الصحية".
واقتراح المبعوث الأمريكي 3 بنود، تستطيع المنظمات والمجتمع الدولي تسريع استجابتها للأزمة في اليمن:

الأولى: المجتمع الدولي، وخصوصا الدول المجاورة، يجب عليها زيادة تمويل المساعدات بما يشمل 250 مليون دولار تعهدات كتمويل مستعجل من مؤتمر المساعدات في مارس.
إن الخطة الأممية حاليا ممولة بنسبة 43 بالمائة، وهي ليست كافية نظرا للاحتياجات التي نراها هناك.

واذا لم يكن هنالك أي تمويلات إضافية في الفترة المقبلة، فإننا سنشهد إغلاق عدد من البرامج.
الثاني: المجتمع الدولي يجب عليه أن يضغط على الحوثيين لإيقاف الحرب على مأرب، والانخراط في وقف إطلاق نار شامل.

إن الحوثيين لا يتحملون مسؤولية العنف وحدهم، ولكن التحالف الذي تقوده السعودية مشارك في المسؤولية، لكن الحقيقة أن إخفاق الحوثيين في إحراز نصر في مأرب زاد من حدة الصراع هناك، وأن استمرار الهجوم يضع الملايين من النازحين والسكان الضعفاء تحت التهديد و النزوح المتجدد.
وختاما يجب على الحكومة اليمنية والسعودية والحوثيين اتخاذ خطوات تتعلق بنقص الوقود في شمال اليمن.

إن واردات النفط عبر ميناء الحديدة تشكل فقط ثلث ما كانت عليه في السنة الماضية في نفس الفترة، وبينما يتم تدفق المواد الغذائية والمساعدات عبر الحديدة، فإن ارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات أعلى من هذه المواد يجعلها خارج إمكانية كثير من اليمنيين؛ لذا فإننا نعمل على إيجاد آلية لتنظيم دخول المشتقات النفطية، وأن تذهب عائدات الضرائب لهذه المشتقات لدفع الرواتب لموظفي الدولة.

وندعو الحوثيين لعدم تكديس واحتكار الوقود والتلاعب بأسعاره، الذي أبقى أسعار المشتقات مرتفعة بالرغم من وصول الوقود عبر ميناء الحديدة أو عبر البر من مواني الجنوب.
إن الوضع الاقتصادي في اليمن يعاني، ولكن هذه الثلاث الخطوات ستحد بشكل كبير من الضرر الحاصل، وتضعنا على طريق إيجاد سلام دائم في اليمن.

وفيما يلي ردود المبعوث على الأسئلة:
فيما يتعلق بالسؤال عن مأرب والقتال حولها وأهميتها في الصراع في اليمن: أعتقد أنه سؤال جيد، فإن مأرب هي المعقل الرئيس للحكومة اليمنية في الشمال، وهنالك حقول النفط، وكما تلاحظون هنالك ما يقرب من مليون نازح داخلي فيها، وخلال سنوات الحرب أصبحت مأرب ملاذا آمنا لكثير من اليمنيين الذين هربوا إليها من مناطق الصراع في اليمن، واستطاعوا أن يحصلوا على الأمن فيها، كل ذلك الآن أصبح مهددا.

إن حلم الوصول إلى تسوية سياسية و قضايا مثل التحكم بموارد اليمن، وماذا نفعل للنازحين، وما المطلوب لإعادتهم إلى بيتوهم، ومن سيتحكم بثروات اليمن، لا يمكن الوصول إليه بفوهات البنادق، ولكن عبر تسوية سياسية تجمع اليمنيين معا لاتخاذ هذه القرارات معا. يجب علينا كسر هذه الدائرة واعتقد أن هذا هو أساس مهمتي، وهو كسر الدائرة التي يظن أو تظن أي مجموعة من داخل اليمن أو خارجه أن الوصول إلى مثل هذه القرارات التي ذكرتها هو عبر القتال، ومأرب تعتبر هي النقطة التي يجب علينا من خلالها تغيير هذا السلوك، وأعتقد أن هنالك اهتمام كبير حاليا من المجتمع الدولي لإخراج مأرب من دائرة العنف، مع الاهتمام بالجانب الإنساني والسياسي.

في السؤال عن تجنيد الأطفال باليمن وما ذكره مدير مركز الملك سلمان عن تجنيد الأطفال في اليمن، والسؤال عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها، وهل هنالك اهتمام في الجانب السياسي بهذا الموضوع، وهل تطرح القضية في المحادثات الجارية.

أجاب ليندركينج: أنا سعيد للإجابة، مع أني أعرف أن زميلي لديهما الكثير فيما يتعلق بهذا الموضوع. من منظور الولايات المتحدة الأمريكية، تجنيد الأطفال من أي طرف هو أمر غير مقبول ومستنكر، وهو كذلك في أي صراع، ولكن في اليمن، نحن قلقون من تقارير تفيد بتجنيد الحوثيين الأطفال بشكل أكبر، وخصوصا للذهاب إلى خطوط القتال في مأرب، وهذا سبب آخر يجعل قضية مأرب مهمة ومستعجلة، وهي من القضايا التي أثرناها بين الطرفين.

لقد تحدث عباس عن الانحراف الأيديولوجي لدى الأطفال في اليمن، لذا نعتقد أنه كلما طال أمد الحرب فإن أطفال اليمن وشبابها سيتأثرون بشكل سلبي، والميل إلى حل مشاكلهم بشكل عسكري هو جزء من الدائرة التي يجب كسرها بشكل عاجل.
سؤال عن الدور العماني في الصراع، التي كانت في الظل، وكان لها تأثير كبير في حل صراعات مختلفة كيف تصف الدور العماني؟

ليندركينج: شكرا لك على هذا السؤال المهم، لأننا عندما نتحدث عن بناء إجماع دولي وإقليمي لإنهاء الصراع في اليمن، يجب أن نتحدث عن عُمان ودورها الإيجابي. وخلال زياراتي المتعددة وجولاتي في المنطقة التقيت في مسقط مسؤوليها وخبرائها عن اليمن، وكذلك السلطان الذي يعتبر جديدا على العرش ودعمه، وكذلك انخراطه الشخصي في محاولة الوصول إلى حل للصراع اليمني يعتبر شيئا جديدا ومميزا، وأعتقد أنه شيء نشجعه.

العمانيون أرسلوا وفدا إلى صنعاء منذ أسبوعين، وأمضوا وقتا طويلا هناك، وكان ذلك بالتنسيق معنا، نقدر ذلك جدا والانخراط في المفاوضات مع القيادة الحوثية في صنعاء، التي توضح الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول الإقليمية كعمان.
عمان هي دولة محاذية لليمن، فهنالك كثير مما يهم عمان من مخرجات الصراع في اليمن، لذا لا يمكنني شكر القيادة العمانية شكرا كافيا لدعمهم ونوع الانخراط الذي يمارسونه في الصراع اليمني، والذي يساعد على المضي قدما.

سؤال آخر يتعلق بالحوثيين، وهو من جانب منطقي، هل الحوثيون، الآن بعد حصولهم على أراض جديدة أكثر مما كانت لديهم، وكذلك حجم الأسلحة التي لديهم، والتي وقعت في أيديهم عند سيطرتهم على صنعاء، والآن يريدون الحصول على الغاز والنفط في مأرب، هل من المنطقي أن يتنازل الحوثييون عن كل هذا من أجل وقف إطلاق النار؟

كنج: من خلال خبرتي في التعامل مع الحوثيين، هم تحدثوا عن التزامهم تجاه السلام في اليمن، واعتقد أن هنالك عوامل ضمن منظومة القيادة الحوثية تدعم هذا الاتجاه.
وأعتقد أن استمرار الانخراط معهم من العمانيين ومن السعودية ومن لاعبين آخرين ومن قبلنا هو شيء أساسي واعتقد أنه يجب علينا أن نحفزهم.

لقد تحدثت في عدة مرات عن شرعية الحوثيين، وأن الولايات المتحدة تعترف بهم كلاعب شرعي، وأننا نعترف بأنهم مجموعة حصلت على مكاسب مهمة، لا يستطيع أحد أن يلغيها أو يزيحهم من إطار الصراع.
لذا دعونا نتعامل مع الوقائع الموجودة على الأرض وأن نجلب ذلك الإجماع الدولي والاحتياجات الإنسانية التي ذكرت في هذه الندوة لتحسين الوضع.

أتمنى أن أستطيع أن أشجع الحوثيين لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة للوصول إلى السلام والتسوية السياسية.
ديفيد بريسلي: عن مسألة تجنيد الأطفال أريد القول إننا نعمل مع السلطات في صنعاء فيما يتعلق بهذه القضية خصوصا، ورأينا ردة فعل عنيفة منهم؛ لأنهم أدرجوا على القائمة السوداء لتجنيد الأطفال، وقتلهم في الأسبوع الماضي، ولهذا أريد الإشارة إلى نقطتي حساسية لدى الحوثيين:

أولا: إن نظرة المجتمع الدولي نحوهم ككيان مسؤول عن قتل الأطفال هو مؤلم لهم، وهي نقطة مهمة يجب علينا استغلالها في القضية.
الثانية: إنهم وصلوا إلى فهم أن النقص الكبير في حجم المساعدات، مقارنة بالسابق، أوصلهم إلى فهم أن ليس كل شيء يسير بشكل أوتوماتيكي، وأنه يجب عليهم التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات على الأرض، ونحن نعمل على إيجاد تفاهمات.
لذا أعتقد أن هتين النقطتين مهمتين في فهم عقلية الحوثيين إذا أردت التعامل فيما يتعلق بهذه القضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى