ليس هناك حل، وجميع الخيارات استنفدت، بعد ٧ سنوات مفاوضات، بين دول المصب ودولة المنبع، حول سد النهضة الاثيوبي، وحين تنفد خيارات التفاوض تبدا الحرب، فقطرة ماء واحده من مياة النيل هي خط أحمر من خطوط ألامن القومي المصري، ولاثويبا كل قطرة ماء من مياه النيل هي حق منحتها الطبيعة والجغرافيا ذلك، وحين يمسك كل طرف بيده قرن، فان النزال بدأ، على الاقل حتى الان ..
وبالرغم من تعنت التفاوض ووصولها إلى نقطة النهاية، إلا أن فكرة الحرب بالنسبة لبلدين حجم سكانهما يزيد عن ٢٠٠ مليون نسمة هي فكرة انتحار بالغرق، فاثيوبيا تخوض معارك داخلية قد تؤدي إلى انقسام البلد، فحرب تجرأي فتحت البلاد على مصراعية للعنف، وبرغم أنسحاب قوات الحكومة المركزية من الاقليم الاسبوع الماضي لصالح حركة تحرير تجراي، إلا أن الوضع معقد لدرجة الارق بالنسبة للحاصل على جائزة نوبل للسلام عام ٢٠١٩م، وهي انتاكسة كبيرة جداً لشعبية آبي أحمد، الذي يحاول الحصول على فترة تمديد انتخابية جديدة، والتي اشعلت حرب تجراي بسبب تاجيل الانتخابات، لكن ما زاد الطين بله هو وضع منطقة القفشة المتنازع عليها مع السودان وتسبب بمواجهات عنيفه بين جيش البلدين خلال الشهر السابق، وتحول الموقف السوداني لصالح الموقف المصري ..
كل ما يعول عليه لبقا القرن الافريقي بسلام هو المجتمع الدولي، فالولايات المتحدة تحاول الضغط على حكومة أديس ابابا، والتي تيقن تماما بان البرغماتية الامريكية لها نقطة نهاية، وبما أن هذه النقطة لم يوصل لها بعد، تحاول أثيوبيا كسب الكثير من الوقت للوصول إلى نهاية التعبئة الثانية، هذا الامر دفع الجانب المصري إلى تقديم شكوى ثانية لمجلس الامن، لعقد أجتماع طارى لمناقشة الوضع، ويزداد التعويل على الاتحاد الاوربي القلق من حالة نشوب حرب في قارة فقيرة ومنهكة ومصابة بالصداع، فان هذا سيجلب ملايين الهاربين واللاجئين على الاسوار الاوربية، وهذا ما يدفع للضغط للتوصل لتسوية عادلة لجميع أطراف أزمة مياة النيل ...