الانتقالي لا يعرف من يفاوض

> سؤال خطر ببالي منذ زمن، قبل اتفاقية الرياض الأولى والثانية والآن نحن في الثالثة، ومن خلال ما نرى وما تحقق، يتضح لنا جلياً أن الانتقالي دون أن يعلم أنه يفاوض المملكة بشكل مباشر بوجه الشرعية المهترئة، متصور أنه يفاوض الشرعية بسبب قلة الخبرة وغياب المستشارين المخلصين، وأعتقد جازماً بأن التفاوض لو كان مع الشرعية مباشرة لاختلف الأمر ووضح، بل لتحققت للجنوب مكاسب قوية كما حدث في سويسرا والكويت، وهذا ما نراه على الأرض من إنجازات نالها الطرف المفاوض الآخر برعاية مندوب الأمم المتحدة غير المنحاز نتيجة للمفاوضات المباشرة.

هل يا ترى أن الانتقالي خطر بباله كما خطر ببالنا وغيرنا؟ نتمنى أن يكون ذلك على أحسن احتمال أن الطرف الآخر المفاوض المباشر هي المملكة وهذا لا نظنه، وسبب ذلك أنه مستمر بالتفاوض للسنة الأولى والثانية مع المفاوض الخفي المختفي وهم لا يزالون محك سر، ومما يبدو أن وفد الانتقالي ليس له بدائل أو خيارات، ولا أعلم إن استطاب المقام في الرياض بالنعيم والرياشة، وهذ أجمل لا شك من سخونة وحر عدن وانطفاء الكهرباء.

لا أدري لمَ لا يفاوض الانتقالي المملكة بوضوح وهو الطرف المفترض بالتفاوض، وهذا ما عمل حسابه وأكده وكرره طرف صنعاء الباسط، فهل خطر الأمر للانتقالي بهذا المسلك الآخر؟

نأمل ذلك، وهو في الجنوب أو في عدن الباسط. المملكة يا ربع لم تطمئن لكم ففاوضوها بصراحة وبشفافية وانسوها الماضي الجنوبي، وأكدوا لها بالملموس أن الماضي غير، وغيروا ما استطعتم الوفد المفاوض بآخرين من ذراري من كانوا سبب التوجس والخوف السابق، وبذات الوقت على المملكة أن تفتح التخوف والتشبث بالماضي، وتتأكد من أنه لن يعود أبداً، وأن الزمن قد تغير.

ما دعاني للتفكير اليوم بهذا هو آخر بيان من وزارة الخارجية للمملكة، والذي صدر الجمعة الماضية، وكل البيانات السابقة، ويتضح من كل ما ورد قبل أن تتكلم الشرعية، وتتكلم المملكة عوضاً عنها، وكأن المشرف على التفاوض أعور أو أحول، ولا يرون ما حدث سابقاً، ويحدث بشقرة وأبين وشبوة ومأرب، واليوم بلودر من اعتقال وقصف وقتل وجرح في كل ما ذكر من ضمن آليات اتفاق الرياض الأولى والثانية وقرارات الشأن الداخلي لترتيب أوضاع عدن، ليس من ضمن اتفاقية الرياض. ألم يتضح للانتقالي أنه يفاوض المملكة دون وعي؟ وهل على الجنوبيين أن يطمئنوا بأن الانتقالي موجود في آخر عربة بالقطار؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى