(نصف الكأس الفارغ)

> نظرية نصف الكأس الفارغ، هي نفسها نظرية نصف الكأس الممتلئ، والنظريتان (هما في الحقيقة نظرية واحدة إذا قسنا الأمور بعقلانية ومنطقية) وتتحد النظريتان، لتشكلا النظرية السياسية التصنيفية التعسفية، التي تقسم الناس مجازاً طبقاً لرؤاهم في الحياة بشكل عام -وهي بالمناسبة ليست بالضرورة أن تكون رؤى سياسية بحتة- إلى صنف يسمونهم (تعسفاً) بالمتشائمين، وهم من يتحدثون عن نصف الكأس الفارغ، والأسباب التي جعلت منه مفرغاً من المادة (وما إلى ذلك من أسباب ومسببات) وكيف يمكن تكملة النصف الفارغ، وإلى الصنف الآخر من البشر ممن يسمونهم أيضاً (ربما تزلفاً) ممن يرون في نصف الكأس الممتلئ منجزاً عظيماً، بل ترى في ذلك النصف جُلّ العمل، أو أغلبية المضمون الذي يجب أن يُملأ الكأس به، مقللين من شأن النصف الفاضي وكأن النصف ليس نصفاً، مع أن حجم الكأس لا يمكن أن يكتمل إلّا بالنصفين كما تفيد علوم الرياضيات والهندسة الفراغية. لذلك -إذا تجاوزنا التصنيف التعسفي- كان الأجدى بأهل التصنيف بشقيهم والمصّنِفين كذلك، أن يكونوا تحت إمرة العقل والمنطق، للخروج بالحقيقة التي تنص على أمرين: أولهما أن النصف الفارغ ليس ممتلئاً، كما أن ليس النصف الممتلئ فارغاً، والثاني العمل بروح الفريق الواحد لجعل النصف الفارغ ممتلئاً.

دعونا اليوم نتحدث بشفافية هدفها تسمية الأمور بمسمياتها، لاسيما أن الأمور على الساحة الجنوبية والإقليمية والتدخلات العالمية تسير بتسارع غير عادٍ، مما يستدعي من القيادة السياسية الجنوبية أن تكون جاهزة وممتلكة للحلول المدروسة والجاهزة لمواجهة السيناريوهات المختلفة لما يمكن أن تحمله الأيام القادمة، والتي ربما تشهد خروجاً عنيفاً عن النص العقيم الذي طالت به الأيام واستطالت به الأحداث.

نصفنا الذي نكتمل به هو شبوة وحضرموت والمهرة، فهن النصف الفاضي الذي يجب أن يمتلئ به الكأس، وهن الساق والخاصرة والرأس الذي لا جنوب بدونه.

اليوم ذكرى الاحتلال العسكري للشمال بقواه العسقبلية، والمتدثرة برداء الدين في مختلف ألوانه ومسمياته المحلية منها والعالمية، وبقايا منظومة 7/7 لا تزال تتعامل مع نصفنا الفارغ، الممتلئ بنفس العقليات الصدئة الرديئة وبواسطة الأزلام ممن استزرعوهم أو غرسوهم في الأرض الطاهرة والمباركة في نصفنا الفارغ الممتلئ.

إن افتعال التوترات وإثارة الفتن في أكثر من مكان، وإحياء الثارات وخلق ثارات جديدة، وتفتيت التكتلات المجتمعية ومحاولة الهروب من الاستحقاقات التاريخية التي لن تموت بالتقادم في أرض الجنوب، كل هذه محاولات تقوم بها القوى الظلامية ممثلة بالإصلاح والقوى الداعمة له داخلياً وإقليمياً بمسمياتها المختلفة، وهي محاولات تهدف إلى أهلنة الصراع في الجنوب خاصة واليمن عامة.

نحن ندرك تماماً أهداف عدونا الجلي الذي يتماهى في ملابس الأصدقاء وأزياء الأخوة والصداقة. نحن ضد كل هذه الفتن القادمة أو التي قد أتت، ولن تجرجرنا قوى الأعداء إلى معارك ليست معاركنا، وندعو كل العقلاء إلى التصدي للداعين إليها، وعدم الانحراف عن خط نضالنا نحو استعادة وطننا ودولتنا الجنوبية بحدود 21/ 5/ 1990.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى