ملامح تراجع أميركي عن الموقف اللّين من الحوثيين

> «الأيام» العرب:

> حمّلت السفارة الأميركية في اليمن، الخميس، جماعة الحوثي مسؤولية الإصرار على التصعيد ورفض مبادرات السلام، في موقف قرأ فيه متابعون للشأن اليمني بوادر تراجع عن المواقف اللّينة لإرادة الرئيس الأميركي جو بايدن إزاء المتمرّدين المرتبطين بإيران، معتبرين ذلك جزءا من عملية تصحيح مسار العلاقة بين الولايات المتّحدة والسعودية، التي تأثّرت بسلسلة المواقف والسياسات الأميركية الجديدة في اليمن.

ولفت مصدر سياسي يمني إلى تزامن موقف السفارة مع الزيارة التي يقوم بها الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي حاليا إلى واشنطن، حيث أجرى مباحثات مع كبار المسؤولين الأميركيين، شملت عدّة قضايا من بينها الملف اليمني.

ووصف الأمير خالد اجتماعا عقده مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالرائع، وقال في تغريدة على تويتر إنّه جرى خلاله بحث "الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة والتطورات الإقليمية وسبل تعزيز العلاقات السعودية – الأميركية"، بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ مباحثات الجانبين الأميركي والسعودي تطرّقت أيضا إلى دعم واشنطن للرياض ضد هجمات الحوثيين عبر الحدود.

وقالت السفارة في تغريدة عبر حسابها على تويتر إن النازحين اليمنيين يعانون مصاعب ومخاطر جمة "لا سيما أنّ الحوثيين يصرون على التصعيد".
وأضافت: "في الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة في تقديم العون لإغاثة الشعب اليمني، نكرر أنه يجب على الحوثيين القبول بوقف إطلاق النار والدخول في المفاوضات فورا".

وقطعت العلاقات السعودية – الأميركية خطوة باتجاه استعادة حرارتها المعهودة التي افتقدتها منذ مجيء إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى الحكم في الولايات المتّحدة، وذلك من خلال الزيارة التي بدأها الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي إلى واشنطن كأرفع مبعوث سعودي إلى هناك في عهد بايدن.

وأدخلت سلسلة من القرارات والمواقف الأميركية تجاه المملكة، وأيضا تجاه غريمتها الإقليمية إيران ووكلائها الحوثيين في اليمن، العلاقات التاريخية بين السعودية والولايات المتّحدة في مرحلة من الشكّ وعدم اليقين.

ففي مقابل تسليط إدارة بايدن الضوء على قضايا داخلية ومسائل حقوقية سعودية، وقرارها تقليص دعمها العسكري للمملكة في حربها ضدّ المتمرّدين الحوثيين، وسحبها مؤخّرا معدّات دفاعية من الأراضي السعودية، أبدت الإدارة ذاتها تساهلا مع إيران ودخلت معها في مفاوضات غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي الذي طالما انتقدته الرياض لعدم شموله برنامجها الصاروخي وتهديداتها لأمن المنطقة، بل إنّ تساهل واشنطن إزاء طهران شمل أيضا وكلاءها في اليمن من خلال إلغاء تصنيفهم جماعةً إرهابيةً وإعلانها مؤخرا الاعتراف بهم كسلطة أمر واقع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى