​ لعبة التخمينات الاممية في اليمن

>
منذ ١٣ سنة والمجتمع الدولي يلعب حجر النرد في اليمن، على طاولة من التخمينات المتضاربة،واللانهائية، وفي  نهاية كل تخمين فاشل، يتم تغيير اللاعب بحجر نرد جديدة، وعلى الطاولة نفسها، دون تغير خطة اللاعب، الذي يجد نفسه على طاولة من الاتجاهات التي لا توصله لمكان، يرافقه اطراف محليين، متقاربين القوى، مختلفين الاهداف، يتسكعون في حرب لعينة منذ ٧ سنوات، لم يعاتبهم فيها أحد، حتى ضمائرهم ..

فمنذ بداية الازمة في اليمن عام ٢٠١١م لم أعد اتذكر عدد المبعوثيين الدوليين في اليمن ولا أسمائهم، فقد صالوا وجالوا دون جدوى، دون رؤية واضحة من البداية حول الاطراف والنزاع بمضمونة المحلي والاقليمي، وبعدم جدية من الهيئة الاممية حول وضع اليمن وحربها، الذي تسبب باكبر كارثة انسانية منذ قرن بحسب الامم المتحده ، ولكن ليس فشل المبعوثيين الدوليين يتحمله المجتمع الدولي، فاطراف النزاع المحليه كثر، وكل طرف  يستقوي باطراف اقليمية أخرى، كما أن تقارب الاطراف المحلية من حيث القوة والانهاك، وعدم قدرة أي طرف في أنها الحرب لصالحه زاد الامر علة، وكل طرف يخمن بنهاية الطرف الاخر واستسلامه، هذه الصيغة التخمينة التي يمارسها ايضاً الاطراف المحلية فيما بينهم، جعلت مهمة مبعوثين الامم المتحدة في اليمن عقيمة في ايجاد تسوية عادلة تحفظ جميع مصالح الاطراف في بلد خمن المجتمع الدولي بانه سهل السلام ..

تلعب دول الاقليم دور رائعا في لعبة التخمينات هذه ايضاً، فالتحالف العربي بقيادة العربية السعودية، خمنت بان تدخلها العسكري في اليمن سيستمر لبضع أشهر فقط، ولكنها للسنة السابعة عالقة على حدود تبة نهم شمالاً، وعلى حدود الشيخ سالم جنوباً، دون أن تاخذ الامر على محمل الواقع وليس التخمين، وكذلك أيران، فليس من المنطقي للايرانيين أن يتركوا السعودية تلعب لعبة التخمين لوحدها في اليمن، فزودت عملاءها المحليين في الشمال بمنظومة طائرات بدون طيار، لكي تضرب العمق السعودي، وتضع عملاءها على مسار الانتصار، الذي لم تبصره طهران حتى الان، لكنها تخمن بذلك، هذا الوضع جعل مهمة المبعوثيين الدوليين في اليمن أشبه بالمستحيلة، فنجاح الامر متعلق بالصدفة، الصدفة التي ربما تتوافق مع عملية تخمين حل للازمة في اليمن، لكن أحتمال حدوثها ضئيله جداً، ومع استمرار الحرب ستنعدم، ويصبح اليمن عالق في لعبة حرب قذرة، تعتمد على العقل في استمرارها، وعلى التخمين لايقافها ..

لقد أصبح دور المبعوثيين الدوليين في اليمن، أشبه بدور لاعبين القمار، في مبارزة من الدماء والرصاص، يلعبها اطراف محليين، بعقلية تخمين أقليمية ودولية، ليس لديهم رغبه ملحة في أنها الحرب في اليمن، ولا تملك القوى اليمنية المتحاربة الفطنة والذكاء في توصيف الحرب وفهمها، وفي تخمين النهاية لها، النهاية إلتي ربما لم تبدا بعد ....

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى