ملل وأمل.. "قصة قصيرة"

> منصور الحاج نعمان

> للمرة السادسة يواصل سيره على طول ذلك الشارع ذهابًا وإيابًا منذ الصباح كعادته منذ نحو شهر، سوى أنه لم يعد يتردد على تلك المحال لطرح سؤاله الذي مله سامعوه بل ومله هو أيضًا: هل لديك عمل لي؟ ودون جدوى.
صار سيره ذهابًا وإيابًا هناك في الغالب لتبديد الوقت والضجر ليس إلا.

كان قد نصحه بعض معاريفه أن ينظم إلى جبهة قتال مع أي من الطرفين ليس مهم أي، المهم أن يجد الفرصة، وفعلًا راح يحاول لكنه لم يوفق.
فلم يعد الطرفان بحاجة للمزيد من المقاتلين، بل ربما قد غدوا يفكرون بتسريح بعض مما لديهم.

كلما راح عدنان يفكر ويفكر بحل لمعضلته وجد كل الأبواب موصدة في وجهه، ليخلص إلى قراره العودة لقريته في كل مرة، لكنه سرعان ما يتذكر تلك المشاكل اليومية التي ظلت تتجدد بينه وبين زوجته، وأمام ابنتيه ووالديه، مما يتسبب لهم بالكثير من المعاناة والألم ليتراجع عن قراره.
عدنان ما زال شابًا ولم يمض على زواجه سوى سبع سنوات ونيف ولديه القدرة على العمل لكن فرص العمل صارت منعدمة أمامه وأمام الكثيرين من أمثاله في هذا البلد المنكوب بفساد ساسته وبصلف جواره المتخم بالثروات والذي حملته وساوسه الأمنية على تدمير كل شيء في هذا البلد.

عدنان كان قد فكر في الانتحار أكثر من مرة لكن كان يحدث له في كل مرة أمر غريب يحول بينه وبين الانتحار، وفي آخر مرة توصل إلى اعتقاد بأن الله يمنعه من الانتحار.
ومنذ ذلك الحين لم يعد يفكر في الانتحار، بل صار يبحث عن أفضل فرصة تمكنه من الانتقام ممن تسببوا في وصول حاله وحال أمثاله إلى هذا الحال.
ما زالت الفرص التي يبحث عنها عدنان تكاد تكون منعدمة لكنه لم يفقد الأمل بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى