بأي حال عدت يا عيد

> أيام قلائل ونحتفل جميعًا بالعيد الكبير، ذلك العيد الذي يقف فيه عباد الرحمن على جبل عرفات، وترفع أصواتهم " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك "، وتتساقط الدموع من العيون طالبة المغفرة ومحو الذنوب.

وطالما وعيد الأضحى المبارك على الأبواب، وكان الله في عون المواطنين الذين سيعانون كثيرًا من الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم (الكباش والتيوس) الحية التي يزيد الإقبال عليها خلال الأيام التي تسبق العيد بأيام قلائل، خاصة أن المؤشرات الحالية تؤكد ذلك.. وأن بعض المستغلين للأزمات بدأوا بالفعل في التحرك المبكر للاستفادة من هذا الموسم، وعلى الرغم من أنهم يمثلون قلّة، ولا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة، إلاّ أنهم مؤثرون في الأسواق بشكل كبير، وعلى الرغم من زيادة أسعار اللحوم فإن الحكومة وأجهزتها لم تتحرك بشكل قوي وفعّال لمواجهة هذه الأزمة.

وكان من المقرر أن تسارع وتقوم بالتدخل الإيجابي بتوريد أغنام من قبل مؤسسة اللحوم من الدول المجاورة كالصومال وغيرها، بزيادة الأغنام الحية واللحوم لمواجهة الإقبال المتزايد.. إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لمواجهة مستغلي الأزمات.

للأسف أن هذا العام يشهد انخفاضًا كبيرًا في عدد الأضاحي التي تم بيعها، أحد (فطاحلة) السوق قال لي إن الانخفاض بلغ الثلث، والأسباب معروفة، الحالة الاقتصادية وغلاء أسعار كل السلع والخدمات بما فيها اللحوم بالطبع، لكن هناك عامل آخر لا يمكن تجاهله، وهو أنه لا توجد حركة اقتصادية في البلاد كما كان سابقًا.

وكما يبدو فإن على الفقراء أن يودعوا الزمن الذي كانوا ينتظرون فيه اللحوم من العيد للعيد، الآن ستظهر لهم عندما يعود الأمن والاستقرار للبلاد، ويختفي الفساد، ونهب الأراضي ومساكن الناس.
وإن شاء الله سيعود كل شيء إلى مكانه، ويعم الأمان والأفراح، وسيظل العيد الكبير كما هو.. ولكن نظرًا للظروف الأمنية والاقتصادية... إلخ.

وارتفاع أسعار اللحوم وجشع الجزارين في رفع أسعارها مع اقتراب العيد، سيزيد ذلك من العبء الذي يتحمله رب الأسرة، ذلك الرجل الذي يحلم بعدة كيلوجرامات من اللحوم تفي احتياجات أسرته؛ لأنه لا يملك ثمن ذبيحة لهذا اليوم العظيم، وكنا نتمنى أن مؤسسة اللحوم سوف توفر أضاحي العيد من الصومال أو غيرها.. إلاّ أن جشع التجار على جميع مستويات السلع، وليس اللحوم وحدها.. يحاولون أن يفترسوا المواطن البسيط؛ بل وزيادة قليلًا حتى لا يشعر بالسعادة وهو داخل وطنه.

مع خالص التحية للديمقراطية وللعدالة الاجتماعية.. إن كنتم مازلتم تتذكرون.. وأتساءل وأخاطب العيد وأقول له: "كيف عدت يا عيد والوطن والمواطن يعيش في زمن شديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى