"رحمة" و"ميرفت".. قصة نجاح تتخطى الإعاقة والحرب في اليمن

> ​خطت اليمنيتان "رحمة" و"ميرفت" بثقة كاملة على منصات التتويج والتكريم كخريجتين جامعيتين، لتبهرا الجميع متجاوزتين الإعاقة إلى حد الكمال.
رحمة السبئي وميرفت الأنصاري، كانتا محور اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، خلال اليومين الماضيين، بعد أن لفتتا الأنظار عقب تخرجهما من جامعة يمنية، رغم إعاقتهما.
بلا ذراعين، استطاعت رحمة استكمال دراستها الجامعية والتخرج من كلية إدارة الأعمال بالجامعة الوطنية في مدينة تعز، وبقدم مبتورة نجحت ميرفت بالتخرج من نفس الجامعة.

توظيف حكومي
وبعد الضجة التي أحدثها تداول ناشطين حقوقيين وإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي صور فتاتين من تعز أثناء تخرجهما من الجامعة الوطنية، تحركت الحكومة اليمنية لتوجه بتوظيف الفتاتين على الفور.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني في تغريدات رصدتها "العين الإخبارية": إن تخرج الطالبتين رحمة السبئي وميرفت الأنصاري بتفوق من الجامعة الوطنية في تعز تُعد قصة نجاح وتحدي وكفاح.
وأضاف الوزير اليمني أن الطالبتين لم تنل منهما ظروف الحرب والألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في قرى ومدن محافظة تعز، مؤكدا أن الحكومة ستتشارك مع الفتاتين احتفالاتهما بثمرة نضالهما ومثابرتهما في التحصيل العلمي رغم الإعاقة وتحديهما كل الظروف.
وأشار الإرياني إلى توجيهاته للمختصين في وزارة الإعلام والثقافة والسياحة باستيعاب الفتاتين وظيفيًا ضمن تخصص "إدارة الأعمال"، وبنظام التعاقد ابتداءً من الشهر القادم إلى حين توفير درجتين وظيفيتين.

اهتمام أكاديمي
المدير الإداري للجامعة الوطنية في تعز، صلاح الدين المصنف، قال لـ"العين الإخبارية" إن الجامعة اهتمت بالطالبتين منذ ولوجهما الأول إلى الجامعة، وسهلت لهما كافة الإجراءات الإدارية.
وأكد المصنف أن إدارة الجامعة دأبت على الاحتفاء بالطالبتين من خلال إقامة حفل خاص بهما ومنحهما تكريما يليق بالكفاح العلمي الذي بذلتاه طيلة سنوات الدراسة العلمية والأكاديمية في الجامعة.
وأشار مدير الجامعة إلى أن هناك مسؤوليات اجتماعية وإنسانية تضطلع بها الجامعة، إضافةً إلى الجوانب العلمية والدراسية، ومنها الاهتمام بأمثال رحمة السبئي وميرفت الأنصاري.

تحدي مكتمل الأركان
المدير الإداري للجامعة أضاف لـ"العين الإخبارية" أن الطالبتين معاقتان منذ الولادة، لهذا شهدت حياتهما الكثير من المعاناة، غير أنهما لم تستسلما لهذا الواقع.
ولفت إلى أن الطالبة ميرفت، صاحبة القدم المبتورة، تخرجت من الجامعة بتخصص بكالوريوس إدارة أعمال، فيما تخرجت رحمة من تخصص ليسانس علوم قرآن بكلية الآداب.

وكشف صلاح الدين المصنف عن أن الطالبة رحمة تستخدم قدميها في كل شؤون حياتها، بما فيها الدراسة والتعليم، منوها إلى أنها تدرس بنظام التعليم عن بُعد، ولا تحضر إلى الجامعة إلا في فترة أداء الامتحانات.
وتكابد رحمة عناء النزول من منطقة جبل صبر جنوب مدينة تعز، حيث تسكن؛ لأداء الامتحانات، وتعود مرة أخرى بشكل يومي؛ ما يشكل عبئا كبير عليها، بحسب المصنف.

اهتمام الميديا
ونشطت عدد من حسابات اليمنيين على "فيسبوك" و"تويتر" بنشر صور الطالبتين رحمة وميرفت، بل أن عددا من الناشطين قاموا بزيارة الطالبة رحمة بمنطقة سكنها في تعز، والتقطوا معها صورا تذكارية.
وأشاد الناشطون بعزيمة رحمة بعد استمرارها في إكمال دراستها الجامعية على الرغم من أنها مبتورة الذراعين، كما بدت في الصور المتداولة خلال حفل تخرجها.
أما الطالبة الأخرى ميرفت الأنصاري، فتتشابه قصتها مع زميلتها رحمة السبئي، إذ تمكنت هي الأخرى من إكمال تعليمها بقدم واحدة بعد بتر قدمها اليسرى.

معاناة وتهميش
وتصل نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى 15 ‎% من إجمالي السكان في اليمن المقدر عددهم بنحو 30 مليون نسمة، أي ما يقارب 4.5 مليون معاق، وَفقَ تقرير لمنظمة العفو الدولية.
ونسبة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن كانوا ضحايا متفجرات وألغام مليشيات الحوثي المزروعة في الأرض اليمنية.
كما أن عشرات من الجمعيات المختصة برعاية ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة توقفت عن العمل؛ بسبب الحرب الجائرة في البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى