هل أنت سعيد؟

> سؤال ينبغي أن تطرحه على نفسك، وقد تتفاوت إجابتك من يوم لآخر، ومن حالة لأخرى، فبين نظرة للأعلى بكل حماس وروحك تحلق عاليًا ستقول: "أجل أنا سعيد" ونبضات قلبك تتسابق، بينما في موقف آخر ستنظر للأسفل ومشاعر الحزن تخنق أنفاسك، تهز رأسك وتقول: لا إنني حزين للغاية.
فجميع البشر معرضون لهذين الإحساسين: أحدهما السعادة والآخر الحزن. هناك سؤال.

ينبغي أن تطرحه على نفسك: ما هو منبع السعادة؟ فقد تكون مالكًا لثروة هائلة، أو ذو شهرة واسعة، أو صاحب علاقات اجتماعية مرموقة، أو تعيش في أسرة تحبهم ويحبونك، أو ربما لك منصب رفيع، واحتمال أن تكون أحد هؤلاء أو تجمع كل هذه المراتب معًا، ومع ذلك لا تكون سعيدًا!
إذًا نتفق أن السعادة ليست في الماديات بل مصدرها:

•الروح والقوى الروحانية التي تشيع في النفس سكينة وطمأنينة.
•إنها مدد إلهي من أثر العبادة، يضفي على النفس راحة وأمان.

• هي صفاءٌ قلبي ونقاءٌ وجداني وجمالٌ روحاني.
•إنها شعور عميق بالرضا والقناعة.

إن السعادة ليست سلعة معروضة في الأسواق للبيع، فيشتريها الأغنياء، ويُحرم منها الفقراء، بل هي في غنائنا الروحي، وقوة وجداننا والتي تتطلب منا تدريبها وتقويتها، وأيضًا حمايتها من النفس الأمارة بالسوء، التي ترى سراب الماديات، وتعتبره كوثر السعادة، فتأمرنا بالركض نحوه، فتتعبنا دون جدوى، بينما المسافة التي تفصلنا عن كوثر السعادة هي عمودية بتوجيه وعاء القلب والمشاعر نحو سماء عناية الخالق عز وجل، ثم أفقية بمشاركة خيرات السماء مع الآخرين.

فعندما يرتوي الإنسان من معين الدعاء عبر التقرب إلى الله، ويتناول المائدة الروحانية، ويقوي قلبه بمحبة الله، ويستبشر بالبشارات السماوية لن يقنط أبدًا، وسيعيش في سعادة أبدية.
ولا ننسى أبجدية (السعادة) وهي:

ألف (أ): أسس السعادة تنبع من الداخل بعيدًا عن الأنانية، إنما في توجه القلب لله، وتنزيه الفكر عن القيل والقال، وتراكمات الجهل والتعصب، والتمسك بالقِيَّم، وتحديد الهدف الغائي والنبيل في الحياة، والعمل بجد واجتهاد لتحقيقه، أنهم قطع وأجزاء مصنع سعادتنا في الحياة، فالسعادة لا تأتي من الخارج؛ بل نحن نصنعها ونحولها لطاقة إيجابية فينا، ثم نوزعها لمن نصادفهم في طريق الحياة.

اللام (ل): "لسان الشفقة جذابٌ للقلوب ومائدة للروح" يجب أن نمتلك هذا اللسان ونتعلم لغة الرحمة والشفقة في حوارنا مع أنفسنا والآخرين.
السين (س): السعي لتحقيق هدف غائي في الحياة، وأن نُقَسِّم هذا الهدف النبيل لمجموعة أهداف صغيرة نعمل بجد لتنفيذها وأن نحتفل دومًا بكل نجاح في طريقنا مهما كان صغيرًا ونشارك هذه البهجة والسعادة مع الجميع.

عين (ع) : عبادة الله هي كوثر السعادة، وهي تشمل التعبد والعمل، فتقديم الخدمة للبشرية هي أعظم عبادة وتقرب لله، وأجمل وأقصر طريق لنيل السعادة.
ألف(أ): "الأخلاق الراضية المرضية" هي قاعدة السعادة، فالتحلي بها تُلَمِّع مرآة الضمير ليسطع فيها نور السرور والحبور.

دال (د): ديمومة التسليم والرضا في جميع الأحوال والقناعة بما تملك، لذا تقبل ماضيك وحاضرك، واعمل بجد لمستقبلك، تقبل كل النتائج مهما تنوعت، ولا تنسى أنه من الجيد أن تفقد، تُهزم، تفشل، لأنهم دهاليز دروب التعلم، وكسب التجربة، وهذه هي سر السعادة، والاستمتاع برحلة الحياة بكل تفاصيلها.
هاء(هـ): هوّن على نفسك، وتعود المرونة في حياتك، ومارس الاعتدال في جميع الشؤون، ووازن بين رغباتك ومعطياتك، ووسع نظرتك للأمور فمن هنا تبدأ مشوار السعادة.
ولا تنسى أن السعادة تنتقل بالعدوى، فلا تنتظر عدوى أحد، كن حاملًا لهذا الميكروب الظريف.. ودمتم سعداء وسالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى