اليمن والأمم المتحدة.. جعجعة بلا طحن.. هل ينجح المبعوث الرابع؟

> كتب/ أحمد الشميري:

> ​لا يزال الدم اليمني الأرخص في نظر المجتمع الدولي الذي يتعامل مع قضيته بنوع من الفتور والخذلان بل والتماهي مع القوى الدموية والمتمردة، خصوصا مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إذ أخفق المبعوثون الأمميون حتى الآن في التصدي لجرائمها وفضح إرهابها، أو إقناعها بالسلام بدلا من الحرب التي أكلت الأخضر واليابس.

ويكتفي المبعوثون الأمميون باستهلاك الميزانيات التشغيلية التي تتجاوز الـ18 مليون دولار سنوياً بحسب بيانات نشرها ناشطون أجانب في 2020 خلال فترة المبعوث السابق مارتن غريفيث الذي ظلت إحاطاته لمجلس الأمن بعيدة عن القضايا الجوهرية وتحديد الطرف المعرقل لعملية السلام طوال السنوات الماضية، لكن الشارع اليمني لا يزال في حالة يأس من دور أممي محوري، إلا أنه يعلق آمالا على المبعوث السويدي الجديد هانس غروندبيرج.

لقد كان للجهود الخليجية في حل الأزمة في اليمن دور كبير في مساعدة الشعب اليمني رغم تعيين الأمم المتحدة جمال بنعمر مبعوثاً لليمن، إلا أنه صارع الفشل منذ أيامه الأولى لولا تدخل الرياض وحل الإشكالية بشكل نهائي عبر إقناع الأطراف اليمنية بالتوجه إلى الرياض وتوقيع الاتفاقية الخليجية لتعود الحياة إلى مجاريها وتبدأ مرحلة التحضير للعملية الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى بالانقلاب الحوثي على مخرجاته واجتياح محافظات اليمن وقتل أكثر من 7 آلاف شخص في تلك الفترة بينهم 600 في منطقة دماج بصعدة وحدها غالبيتهم أطفال ونساء بحسب إحصاءات عدد من المنظمات في حينها، ليعلن فشله في 2015 عقب اقتحام المليشيا عدن ليعود الفشل مرة أخرى إلى بنعمر ويعلن استقالته.

خلف بنعمر الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ كمبعوث خاص إلى اليمن، في أبريل 2015، الذي حاول مسك العصا من المنتصف، كما كان يقول في مختلف تصريحاته، وقاد مفاوضات جنيف 2 والكويت، لكنه وبحسب مراقبين لم تكن لديه قدرة كافية على إدارة الحوارات وتعرض لمحاولة اغتيال في صنعاء من قبل المليشيا بعد فشلها في استمالته عبر تكريمه بدرع الحوثي.

وبعد محاولات كثيفة أعلن استقالته في فبراير 2018 وصرح في إحاطته الأخيرة بأن مليشيا الحوثي لم تقدم أي تنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة، ما شكل معضلة أساسية للتوصل إلى حل توافقي، لتعين الأمم المتحدة في الشهر نفسه الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث مبعوثاً جديداً قاد خلالها جولات مكوكية ومحاولات مستميتة لتحقيق تقدم لكنه صدم بعرقلة حوثية إيرانية لجهوده، وكان الإنجاز الوحيد هو اتفاق ستوكهولم الذي رفضه الحوثي قبل أن يجف حبره.

وهكذا ظل اليمنيون طوال هذه العقود يسمعون الإحاطة وراء الإحاطة والجولات واللقاءات لكنها دون نتائج ليصفها البعض بأنها «جعجعة بلا طحن».. فهل ينجح غروند بيرج في تحقيق الاختراق المطلوب، وتحقيق مصالح الشعب اليمني وإنهاء الحرب والقضاء على الانقلاب وعودة مؤسسات الدولة وتنفيذ القرارات الدولية؟.. الشهور الثلاثة القادمة كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.

يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد عينت مبعوثين أحدهما في ستينات القرن الماضي وهو الأمريكي رالف بانش، والآخر في حرب صيف 1994 وهو الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي.

عُكاظ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى