هجمات مياه الخليج.. مَن الفاعل؟

> اليمن البلد الذي طبخته وأكلته وعصرته الحرب، لا تنقصه نقلة جديدة في عملية الحرب والحرب المضادة، وليس بحاجة إلى قوات عسكرية دولية أخرى على أراضيه، فالأمتار التي تكوّن جغرافية هذا البلد لم تعد تتسع لمزيد من التقاسم والنفوذ، والقوات البريطانية الجديدة لا تملك شبك الحلول لإنهاء حرب الأمواج في مياه الخليج بين أسماك القرش الدولية، والتي لا يعلم من يسعرها، وسط فوضى الاتهامات والاتهامات المضادة بين إيران وحلفائها وإسرائيل والدول الغربية.

مياه الخليج تعتبر أنشط مياه في حركة التجارية البحرية على الكوكب، ويعتبر موقع اليمن هو الأكثر أهمية وسيطرة على هذه المياه، وربما هذه لعنة، فالهجمات الأخيرة على السفن، زادت الموج اضطراباً على الصعيد العسكري والسياسي، فإيران ليست بحاجة إلى المزيد من القلق على أبوابها، وليس من الحكمة أن نشعل الحرائق في المنزل كلما تشاجرنا مع الغرباء، وليس هذا تفسير يبرئ إيران من تنفيذ هذا الهجمات، لكنها نظرة للواقع، فإيران تخوض عملية انتقال للسلطة، وتواجه موجة احتجاجات عنيفة داخلية، وأزمات اقتصادية كبرى، إضافة إلى مرحلة التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني مع دول 5+1، كل هذه الضغوط ربما لن تجعل طهران ترغب في ارتفاع مد الأمواج، لكن حلفاء إيران الإقليميين وأهمهم حركة أنصار الله في اليمن الذين يمتلكون أقوى سلاح طيران بدون طيار، بين حلفاء إيران الإقليميين، ويملكون الخبرة الكافية للقيام بالهجمات على السفن في مياه الخليج، وهو ما أشارت إليه وزارة الدفاع البريطانية، والتي أرسلت وحدات خاصة إلى شرق اليمن لتتبع المنفذين، قد يقومون بمثل هذه العمليات الخطيرة جداً، لأهداف أخرى ترغب بالوصول إليها، وأهما تدويل حرب اليمن التي تسيطر السعودية على إدارتها، وهذا السبب كفيل بدخول الحوثيين حرب الأمواج هذه.

على الجانب الآخر، فإسرائيل إذا رغبت بتنفيذ هجمات في مياه الخليج، فلن تهاجم سفناً إسرائيلية أو سفناً لحلفائها، فليس من الحكمة أيضاً أن نكسر أقدامنا لنواصل السير، وهذا ليس تفسير يبرئ إسرائيل، لكنها وجهة نظر، فالسفن التي هوجمت هي إسرائيلية والقتلى مواطنون إسرائيليون، وهذا قد يفسر نظرية وجود طرف ثالث في هذه الهجمات، أو ربما طرف رابع وخامس، فمياه الخليج هي ساحة تصفية الصراعات بين القوى الإقليمية والدولية، وفيها تطمع القروش للسيطرة عليها والتأثير فيها، فالسعودية والإمارات متهمتان أيضاً بهدف إدخال إيران والمجتمع الغربي في موجة خلاف جديدة تزيد التأخر للوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي الذي تعارضه الرياض وحلفاؤها، وقد تكون للروس يد في ذلك، لإرسال رسائل إلى المجتمع الغربي، بأن أي خطأ في مياه البحر الأسود المشتعلة أمواجه مع بريطانيا وأوروبا، سيشمل خطراً أكبر من قدرة المجتمع الغربي في السيطرة عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى