لا نهاية لمحنة بلادنا إلا بالوفاق الوطني

> قلنا من خلال صحيفة "الأيام"، إن لا مخرج لهذا الوطن من أزمته ومحنته إلاّ بالوفاق القائم على المشاركة، وليس المغالبة والمغالطة دون تحقيق الهدف، ولن يكون هناك آمن ولا استقرار تحتاجه عملية معالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية.
إن أي نجاح في خطوات التحرك على هذه الطريق، سوف يصب لصالح استعادة هذا الوطن عافيته لصالح المجتمع وسمعة السلطة الحاكمة.

ووفقاً لهذه القاعدة الثابتة، فإنه لا يمكن التوصل إلى الصيغة السليمة للوفاق الوطني دون الاستجابة لمطالب الغالبية الشعبية باعتبارها المحور لانقشاع الغمة والمحن والفتن التي تخيم على الوطن لأكثر من خمسين عاماً ونحن نعيش في فوضى وانقسامات وإرباكاك واختلافات أخربت البلاد والعباد، وهذه المصائب التي إذا صلحت ستصلح أمور البلاد، لكونها هي الخطوة التي تعد مفتاح الحل.

لا جدال على أن التصاعد في الحروب والمحن التي أصبحنا نعيشها، ما هي إلاّ نتيجة غياب هذا الوفاق الوطني الذي يقضي بقيام كل الأطياف بدور فعال في عملية بناء بلادنا سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وفق المبادئ التي رفعتها الجماهير وكذا الثورة، والتفت حولها غالبية الشعب.

فهّموا من لا يفهم أن التوصل إلى هذا التوافق والمصالحة، هو السبيل الوحيد لوقف مسلسل الحروب والفوضى التي يعاني منه الوطن والمواطنون، وليعلم القاصي والداني أن عدم تبني هذا التوجه سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وليس أدل على خطر الفرقة والمكايدات والافتراءات والدعايات الكاذبة السياسية من هذا الموقف السلبي الذي يتبجحون فيه قليلو العقول في لقاءاتهم ومقايلهم.. ما كفاهم الموقف السلبي الذي تتخذه المؤسسات الاقتصادية والمنظمات الدولية من طلبات مساعدتنا في هذه الظروف الخانقة الحرجة.

لا أخفي عليكم أن هذه التطورات ستؤدي إلى مزيد من تعقيدات الأوضاع في البلاد وخاصة الأوضاع الاقتصادية. ما تظهره لنا النتيجة المحتمة هو مزيد من التعقيدات للأحوال المعيشية لكل أبناء الوطن، ليتحول الأمر إلى خطر مستطير يهدد البلاد بكل مقوماتها.
إن بلادنا أصبحت ضائعة، والسبب أن كل منا يريد أن يكون أميراً، حيث ترى وتسمع الكثير منا يصرون على رأيهم الأوحد، بالطبع لا.. فمن المؤكد أنه سيقع في خطأ كبير.

فالحوار والمجادلة والنقاش يتولد عنهم مؤكد رأي صحيح وإيجابي وحقيقي وموضوعي، لأنه نتاج أخذ ورد بيننا وبين الآخرين، وهذا ما يدعوني هنا للإشارة إليه، وأقول لهؤلاء الذين يتصورون أن الأخطار قد زالت عن بلادنا: هم واهمون أو ساذجون، لأن هناك مخططات إجرامية (ذات أشكال متنوعة) نالت من سوريا والعراق وليبيا والسودان ولبنان وبلادنا. آخر القول: حذار من الانسياق وراء الشائعات والفتن التي رسمها أهل الشر سواءً في الداخل أو الخارج، والذين لا يريدون سلاماً وأمناً واستقراراً لهذه البلاد العظيمة، ويريدون أن يتصيدوا ويقتنصوا الفرصة للانقضاض عليها. حذار من أصحاب الوجوه المتلونة الذين يرعون مع الراعي ويأكلون مع الذئب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى