لا يهمني يا عدن أيش يقولوا

> هل يعقل يا قوم أن عدن حاضرة الماضي والحاضر وذرة البحرين والبنادر، كانت عبارة عن عشش، وخالية من البشر، ولها ما لها من الحس والوجدان.

نقول للمرجفين: ارجعوا إلي إصحاح النبي حزقائيل واشعيا ومن قبلهما، وإلى ما كتبه مؤرخنا حمزة لقمان في كتابه "تاريخ عدن وجنوب الجزيرة العربية"، ومن قبله "العربية السعيدة" للكابتن بليفر، و "ثغر عدن" لبامخرمة، وحديثاً لعبد الله محيرز، وقبله "ملوك العرب" للكولنيل جاكب وابن بطوطة، وكم وكم من الأبناء ليسوا أبناء المحتلين والغزاة.

كل من تم ذكرهم يصفون كيف كانت عدن ومن سكنها واستوطن فيها ومنهم من سرقها وسلبها ونهب، فهل يعقل يا أكاديميي الزمان أن تنكروا واقع حبنا وعشقنا، والله إن هذا الأمر غريب.
هل يا ترى أن هذا حباً أو نكراناً للجميلِ أو حسداً وبغضاً؟ هل تستنكرون على من آوت بحضنها الخائف والآمن، بكتابة تاريخ لا نريد منكم فيه إلا إنصافاً لا تزيفاً ولا حِقداً وإجحافاً.

تلك عدن التي كانت وما زالت غاية الغايات ومطمع الإمبراطوريات والممالك الكبرى والصغرى، ومن كافة أطراف المعمورة سواءً القريبة منها أو البعيدة. وتعاقبت عليها حكم الحضارات المختلفة والممالك العربية والأعجمية، وكذلك حكام دويلات الأئمة وتوابعهم من السلطنات وآخرها حكم الإمبراطورية العظمى التي لم تغب عنها الشمس قبل أن تعود إلي ساكنيها وقاطنيها ومن كافة أطيافها وأجناس من جاءوها. فهل يعقل يا سادة ألا يوجد لها أهل يدافعون عنها مع إخوانهم ومن سكنوا فيها ويجاورونها؟ هل ما كان لعدن من حظ وشهرة وموقع لدى الأمم إلا بحر وجبال خالية من السكان؟

نقول يا قوم: إن الله سبحانه وتعالى لم نره، لكننا آمنا به وبما رأينا من نعمه وآلائه الكثيرة، وأكبر نعمة منه تعالى أنه وهبنا نعمة العقل لنعقل به.

قال الله سبحانه وتعالى، "وجعلناكم شعوباً لتعارفوا"، وقال، "ألم تكن أرض الله واسعة"، وقول رسوله الصادق الأمين، "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى". إن الله شرفنا بانتمائنا إلي الاسلام والانتماء الإنساني للنفس البشرية. وهل يا ترى بعد سردنا هذا نكرر ما قاله سيدنا عمر رضوان الله عليه، "إنها عودة الجاهلية الأولى"، والسلام على من اتبع الهدى وقال سلاماً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى