اللواء الحسني: لا حوار دون ثوابت تحرم الاقتتال بين الجنوبيين

> القاهرة "الأيام" خاص

>
  • اللواء الحسني: ﻻ قتيل قرن الكلاسي في الجنة و ﻻ قتيل الشيخ سالم في النار
> قال اللواء أحمد عبدالله الحسني إن الحوار الجنوبي الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي يحتاج قبل إطلاقه إلى أسس وثوابت يأتي في مقدمتها الاعتراف بأن الجنوب محتل ويجب تحريره واستعادة دولته.

ودعا اللواء الحسني، في تصريح خاص لـ"الأيام" إلى توافق الجنوبيين على قسم بعدم الاقتتال بينهم وتحريم القتال خارج حدود الجنوب، كثوابت ينطلق منها الحوار، معتبرًا أن أي حوار تنقصه هذه الثوابت سيكون حوارًا فاشلا.

نص التصريح:
"إن الدعوة للحوار خطوة جيدة بحد ذاتها لكنها لا تكفي؛ إذ لا بد أن ينتج عن هذا الحوار اتفاق على عمل وطني مثمر، فإن شروطًا أساسية لا بد من توافرها لدى المشاركين في هذا الحوار ما لم يتوفر ذلك فإنه يصبح جعجعة فارغة ومضيعة للوقت لا غير.

لذلك اقترح على قيادة الانتقالي قبل الدعوة إلى ما يسمونه حوارًا أن تحسم أمرها في مجموعة من القضايا الأساسية ومثلها كل من يدعو إلى الحوار ويشارك فيه، أن توجد هناك أسسًا وثوابت ومبادئ إجماع وطني مقرة من قبل جميع من يشارك في الحوار، وموثقة قبل البدء بجولات الحوار، ولكي أسهم في تقريب الأمر سأضع مجموعة مقترحة من الأسس مع تعليق موجز وتوضيح بسيط.

أولا- الجنوب وطن نسعى لاستعادته وبناء دولته الحرة المستقلة ونحن نعرف الجنوب بأنه ذلك الوطن الذي تحقق على أرض الاستقلال الأول من بريطانيا وفقا لوثائق الاستقلال وخرائطه المعتمدة والمقرة في الأمم المتحدة والذي أقيمت عليها دولة مهابة حظيت بعضوية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى كالجامعة العربية وغيرها.

ثانيا - توصيف الوضع الناشئ حاليًا على أرض الجنوب أكرر توصيف الوضع الناشئ على أرض الجنوب طالما أننا ندعوا جميعا بما فينا المجلس الانتقالي إلى الاستقلال فهذا يعني أن بلادنا واقعة تحت الاحتلال.

ثالثا - الجنوب المذكور في الفقرة الثانية هو ملك لجميع أبناءه بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية والعقائدية وإلى أي فئة اجتماعية ينتمون ومن حقهم جميعا أن يعبروا عن أنفسهم في تنظيمات وتجمعات سياسية مدنية ومن حقهم الاشتراك في صياغة مستقبل هذا الوطن.

رابعا - تحريم استخدام السلاح وقتال أبناء الجنوب وهذا يعيدنا إلى مسألة القسم والتذكير به مرة أخرى.

خامسا - تحريم القتال خارج حدود الجنوب، والتحشد لخدمة كل الإمكانيات، من أجل خلق ظروف مناسبة للدفاع عن الجنوب والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه وهناك الكثير من الأسس للحوار أو ما يمكن أن نسميه مبادئ الإجماع الوطني يمكن أن تضاف حتى نصل إلى استيفاء شروط انطلاق حوار ناجح يفضي إلى الوصول إلى صياغة وثائق مكتملة تصلح أن تقدم إلى مؤتمر وطني جنوبي جنوبي يعقد في عدن ينجم عنه إقرار للوثائق وخطط العمل المستقبلي وخطط لإنجاز هدفنا في استعادة هويتنا وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة.

إن التصدي لمهمة وطنية في غاية الأهمية يتطلب عملًا جادًا ومسؤولًا والابتعاد عن أخذ الأمور بسطحية بالغة وعفوية أو الاستقواء على الآخرين بالسلطة ووسائلها المختلفة أو إقصائهم وتهميشهم.

إنه من خلال ما ذكرناه سابقًا يعطي انطباعًا بأن قيادة الانتقالي ليست جادة في إنجاز مهمة وطنية كبيرة وإن المسألة عندهم ليست سوى تسجيل موقف ورفع عتب وتقطيع للوقت لذلك فإني أعلن عدم مشاركتي فيما يسمى حوارًا في مدينة القاهرة في مصر وأدعو قيادة الانتقالي إلى التفكير مليًا في الآتي:

أ - الجنوب ليس إقطاعية لأحد و بالتالي فإن علينا أن نقبل بالحقيقة المرة التي أمامنا، هناك في هذا الجنوب من لا يريد الاستقلال كما ندعو نحن و يفضل البقاء في دولة اليمن وهناك آخرون لا يريدون الوحدة ولكنهم غير مقتنعين بسياسات وسلوكيات وممارسات الانتقالي، هؤلاء جميعا من حقهم ممارسة قناعاتهم وإنشاء منظماتهم السياسية والحزبية السلمية المدنية ويجب عدم قتالهم أو التضييق عليهم .

ب - إذا كنا نريد الحرية و الاستقلال فلا يجوز أن نكون جزءًا من حكومة الاحتلال ولنا فيها وزراء وعلى الانتقالي أن يحدد أين يقف بالضبط.

ج - إحذروا إحذروا الاندفاع إلى حيث يريد أعداء الجنوب وبعض الدول الكبرى قبل قبول التعامل مع سلطات الأمر الواقع وبالتالي إنشاء كيانات سياسية متقاتلة داخل الجنوب هذه إشارة حمراء وأكرر هي إشارة حمراء عليكم التنبه لها لإن ما يهم كثير من الدول العظمى هو تأمين مصالحها والحصول على ما تريده من ثروات البلاد واستخدام الإمكانيات اللوجستية المتوفرة واستثمار الموقع الجغرافي السياسي لبلادنا لتحقيق غايات وأهداف استراتيجية خاصة بهم وبدولهم ومصالحهم العليا.

د - خففوا من التصعيد الإعلامي العدائي وابتعدوا عن الترديد أو الانصياع إلى غلاة التطرف من الكتاب واﻹعلاميين معدي ومزيني الصورة كذبا وزورا.

ه - لا تصدقوا من يقول لكم مثلا أن هناك شقيقان خرجا من بيت واحد أحدهم في ميدان كريتر بجانب مقهى زكو يميل إلى الانتقالي فهو إن قتل أصبح في الجنة شهيدًا وشقيقه الآخر في الطويلة مخالف له وإذا قتل فهو في جهنم وبئس المصير، إن كلام كهذا لا يقوله إنسان عاقل ذو بصيرة وله قلب إنسان.

وبالمثل المكونات الجنوبية الأخرى أين ما وجدت يجب الانطلاق من مدماك التصالح والتسامح وعدم الاقتتال وفرض الآراء بقوة السلاح أو الاستقواء بالسلطة أو بأي كان لأي طرف جنوبي إذ ﻻ قتيل قرن الكلاسي في الجنة وﻻ قتيل الشيخ سالم في النار والعكس صحيح".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى