رحيل هشام باشراحيل في قراءة عز الدين الأصبحي

> في غمرة تداعيات الأوضاع المفتعلة في البلاد وضحيتها رقم (1) هي عدن ذكرت رحيل الغالي على قلوبنا جميعًا هشام باشراحيل 16 يونيو 1944- 16 يونيو 2012م وذكرت معه الباحث والناشط الوطني والحقوقي والصحفي الأستاذ العزيز عزالدين سعيد الأصبحي الذي قدم قراءة ثاقبة وموضوعية نابعة من القلب قدمها في "الأيام" في 8 سبتمبر 2014م (أي قبل 7 سنوات) عنوانها (مات وفي قلبه غصة الجنوب).

أشار الرجل بداية أنه لا يريد أن يبدأ الحكاية من ذكر خصال الراحل الكبير هشام وهي كثيرة؛ لأن حكاية هشام باشراحيل حكاية اضطهاد شعب وليست شخصية فقط، لإن هشام فتح عينيه - كما أورد الأصبحي- في كنف والده إعلاميا ومن جيل كان يرى عدن ليس مجرد مدينة حاضنة للشمال والجنوب، فعدن معطى حضاري وثقافي يتجاوز الجغرافيا، عدن مثلها مثل القاهرة وبيروت، مدينة تتجاوز الحلقات الضيقة إلى رحابة الانتماء إلى العصر.

عدن كما أفاد الأصبحي تنتمي إلى العصر ثقافة ونظاما وسلوكا كما هي بيروت والقاهرة ودمشق وغيرهم (أي المدن) مجرد تكتلات أسمنتيه لقبائل ترتدي الكرفتات والبدلات الحديثة لا أكثر.
فر هشام بمشروعه الكبير إحياء صحيفة "الأيام" إلى عدن، ومن هناك قاتل ليعيد للمدينة ريقها وانطلق هشام من مفهوم "المدن" وليست "العواصم" فالمدن تنتمي إلى العصر، وتكرم عاشقيها ولا تسألهم (من أين أصلك يا أخ؟).

جعل هشام من صحيفته تسلم بالوطن ولا تنكره وكان يعلي من شأن عدن ليعيد الاعتبار للجنوب الذي لم يحرق بعد - آنذاك - أن يتذكره أحد كما يجب، وأنا واحد من الذين وجدوا بصحيفة "الأيام" منبرًا يحميه عندما احتجنا لصوت مسموع ومستقل وشجاع، ولهذا كانت "الأيام" صوت الكل من حراك غاصب على الوحدة إلى وحدويين غاضبين على النظام، إلى يسار ثائر ويمين معارض.

نجحت "الأيام" بالمعادلة الصعبة، وبما فشلت فيه الأحزاب وأعاد الباشراحيل لعدن وهجها فكان الغضب السلطوي عليه الذي تترجم إلى سجن ومحاكمات وإغلاقات وملاحقات هشام كما أفاد الأصبحي، باع بيته في صنعاء وعاد إلى عدن بقوة لأنه مؤمن أن غلطة الخروج من المدينة كان خروجا عن العصر ولا يجب أن يتكرر ونعيد إلى الأذهان أن كل طروحاتنا كانت تؤكد أن جنوبا متعافيًا، يعني يمنًا متعافيا؛ بل وخليجا عربيا متعافيا، ومنطقة متعافية، وعدن حاضرة العصر وليست مدينة من غبار وجبال، بل هي معطى حضاري يتجاوز غبار القبائل ووحشة الجغرافيا ولهذا دفع الباشراحيل ثمن الموقف الصعب.

وإنصاف هشام باشراحيل يتجاوز مجرد تعويضه من الجريدة والتوقيف - كما أفاد الأصبحي - بل كان المطلوب إنصاف مشروع الحداثة وعدن.
يختتم الأصبحي موضوعة في"الأيام" تلك هي الحكاية ياهشام وياتمام حاولت أن اتصل بصديقي باشراحيل هشام باشراحيل لأقول له فقدت أنا أخا كبيرًا مثلما فقدت أنت أبا فذا - فإذا بي غصة تتملك على قلبي ياباشراحيل هي غصة قهر وطن وقضية.
لم يفقد موضوع الأصبحي صلاحيته وما أحوجنا إلى قراءته مرات ومرات!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى