وما أدراك ما شبوة

> ظروف عائلية خاصة استدعت سفري إلى مسقط الرأس في محافظة شبوة التي أزورها بعد عدة سنوات، حيث أتنقل بين مناطق الأهل والأصدقاء، ويغمرونك بكرمهم وحسن ضيافتهم وطيبتهم وهي الصفات التي لا تزال من أبرز خصائصهم.

على عجلٍ سأتناول أهم ما استطعت رصده من ملاحظات سواء مما شاهدته شخصياً، أو سمعته من الإخوة في جلساتهم الشيقة، وسأحاول أن أوجز ذلك في نقاط مختصرة.

- إن هذه المحافظة تعتبر من المحافظات التي تتبع جناح الشرعية كتسمية عامة، لكن اتخاذ القرار بيد حزب الإصلاح (الشريك الأساسي للشرعية) إدارياً ومالياً وأمنياً، وهناك انقسام مجتمعي حاد بين المؤيدين للسلطة والمعارضين لها، كما أن السلطة نفسها تشهد انقساماً بينياً بين المؤيدين للرئيس هادي والمؤيدين لنائبه، وهذا أدى إلى زعزعة وإضعاف قدرات السلطة، وكنتيجة أدى ذلك إلى تركيز السلطة في محافظ المحافظة، وأعتقد أن ضعف الكادر المتخصص لديه، واقتصاره على لون حزبي واحد، قد أسهم في ضعف الجانب التخطيطي والخلط ما بين أولويات التنمية كإستراتيجية وتشتيت الموارد المالية على مشاريع تكتيكية الأهداف كثيرة وغير منجزة.

- لاحظت التوسع الكبير الذي تشهده العاصمة عتق في مجال العمران، وذلك لأسباب منها الهجرة الداخلية من مديريات المحافظة بحثاً عن حياة هادئة وآمنة ومستقرة نتيجةً للانفلات والتدهور الاقتصادي وانتشار ظاهرة الثأر الذي تعيشه مديريات المحافظة، هذا إضافة إلى عودة آلاف الأسر من الاغتراب وتفضيلها العيش في المدينة.

- غياب نمو البنية التحتية التي ينبغي مصاحبتها للتوسع العمراني في كل المجالات، التعليم، الصحة، الطرقات بين المديريات، تصريف المجاري، الكهرباء.. إلخ، ولعل مرد ذلك يعود لسوء التخطيط وضعف المخصصات المالية الممنوحة للمحافظة بالرغم من أنها محافظة نفطية غازية.

- الضعف في الجهاز الإداري نتيجة لتوزيع القدرات الإدارية على أهل الثقة وليس أهل المعرفة.

- غياب أجهزة الدولة كالأمن والقضاء عن كثير من المديريات، مما أدى إلى اللجوء للقبيلة والأعراف القبلية وانحسار تواجد الدولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى