فاجعة حريب

> في مساء السبت 21 أغسطس 2021م فجعت مدينة حريب بموت الشيخ محمد عبدالقادر عذبان، رحمه الله تعالى تغشاه. هذا القامة الإنسانية ملك قلوب الناس بأخلاقه وكرمه وجوده وإحسانه. أوقعت هذه الفاجعة في قلبي الحزن بفقد ملك الأخلاق، وقد عرفته إنسانا عزيزا محبا ودودا متواضعا مبتسما خدوما وفيا مرحا، شخصية تعز الكل ويحب الناس جميعا.

هذا الرجل والإنسان أعزه وأحترمه بمساحه الكون. شخصية اجتماعية معروفه لدى المجتمع، مضياف في داره بلا حدود أو تمييز.
محمد عبدالقادر عذبان، رحمه الله وأسكنه الجنة عرف بين أبنا مدينة حريب عَلما بارزا وشخصية اجتماعية لها وزن وتاريخ في الكرم والجود والمجد والتواضع والحب والعطاء اللامتناهي، له في كل المواقف مع الأيام.

رحل الشيخ محمد عبدالقادر عذبان من دار الفناء إلى دار البقاء بكرم أخلاقه وتواضعه، واتشحت مدينة حريب بحزنها على فقدها رجلا من رجالها الأخيار الذين أسهموا في فعل الخير والعطاء.

والنعم أبو حسين إلى جنه الخلد لقد أحبك الجميع، ومن الجامع الكبير في مدينة حريب شيع جثمانك الطاهر محمولا على أكتاف أهلك ومحبيك، وسار خلف جنازتك موكب كبير، بل جموع غفيرة من مختلف شرائح المجتمع، وهم في حزن على رحيلك، وبذكر مناقبك تترحم هذه الجموع البشرية على روحك، فلروحك السلام.

نعم، فقد كان كل أبناء مدينة حريب في وداعك إلى مرقدك الأخير بين أهلك ومحبيك ممن سبقوك من رفاق دربك الذين كنت تودعهم في غرفة المكرمين، وتطهر أجسادهم. نعم ستلقى كل الإحسان وعمل الخير الذي قمت به وما قدمت في مجلسك أمامك ستلقى الجنة ورياضها إن شاء الله.

إلى الفردوس الأعلى يا راعي الكرم والجود. أنت الرجل الذي عرفتك عن قرب، لم تحمل في قلبك ذرة حقد أو حسد على أحد، فقد كنت بمدينة حريب شخصية اجتماعية لها باع في إصلاح ذات البين، مشاركا من مجلسك المفتوح في حل كثير من القضايا الاجتماعية، فقد أخذ الله وديعته. مأسوف على رحيلك، وهذه سنة الله في خلقه ولن يبقى إلا وجهه جل في علاه.

نعم لك بين القوم مآثر عظيمة وشيم جليلة وصفات حميدة طيلة حياتك، سيتذكرها الأجيال من بعدك. وهذا ما حفزني على كتابة هذه السطور ذكرى لمناقبك أيها الراحل هذه المناقب ستكون نبراسا لأسرتك ولأحفادك من بعدك.

نم قرير العين يا صاحب الجود والمعروف وكرم الضيافة مع الصاحب القريب والوافد من بعيد والغريب، فقد كنت الرجل الذي لا يكل ولا يمل من الناس، ابتسامات في الاستقبال وعند التوديع. عرفناك ذاكرة قوية تسرد الحديث في مجلسك عن مناقب و ملاحم الشخصيات من القبائل اليمنية مستذكرا كثيرا من القصائد الشعبية الهادفة والزوامل للشعراء الذين لهم وقع في ترجمة حلول القضايا الاجتماعية، وتسهم في وقتها بتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنيين، وكذلك يسرد عددا من القصص لعادات وتقاليد الآباء والأجداد والمجتمع.

كان، رحمة الله تغشاه، له رحابة صدر مع المتحدث لكل القضايا التي تطرح، ومشاركا في إيجاد الحلول مع المشايخ والأعيان والشخصيات، له جاه مقبول عند الجميع.

وإنني بهذا المصاب أتقدم باسمي ونيابة عن أهلي بأحر التعازي وصدق المؤاساة إلى كل من أولاده الأستاذ حسين محمد وعلي وأولادهم وإلى الأخ سالم عبدالقادر وأولاده وأولاد المرحوم عبدربه عبدالقادر، وكذلك إلى رجل الأعمال الحاج محمد مبارك عذبان وإخوانه وكافه آل عذبان، والعزاء موصول إلى آل جعشان وأبناء مدينة حريب، ونقول للجميع عظم الله أجركم، وإننا نشاطركم هذا الحزن في فقيدكم الغالي يرحمه الله ويسكنه الجنة ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى