معركة الحياة

> إن حياتنا معركة كبرى حقيقية، تختلف فيها ساحات النزال والمواجهة باختلاف أهدافنا، وكُلنا مقاتلون فيها، شئنا أم أبينا، ولكن الفرق بيننا أن هناك من يُحسن تدريب نفسه قبل كل معركة ويستعد لها بالسلاح المناسب، إذ تختلف الأسلحة والذخائر المستخدمة باختلاف الهدف المنشود، ومهما كانت نهايتها فوزاً أو خسارة، فإننا سنكون ممتنين لكل التجارب التي تمنحها لنا، أما من يُعلن استسلامه في إحدى معاركها ويسقط عند أول مواجهة سيعيش إلى الأبد أسيراً لظروف الحياة.

كما أن لكل معركة غنائمها، وتلك التي نخسرها فإنها تقوينا للمعركة التالية ما دمنا نقاوم دون استسلام، فالنصر يتحقق بقوة التحمل لا بقوة الذراع.
معارك الحياة ليست بالضرورة أن تكون دموية، فنحن نقاتل يومياً بين الأضداد، الحب والكراهية، العدل والظلم، العلم والجهل، التفاؤل والتشاؤم، السعي والتكاسل وبين البناء والهدم.

أما البناء سيظل معركتنا الكبرى، فلقد خُلقنا من أجل "إصلاح العالم وتهذيب الأمم"، ومن أجله تتوجه الجهود والطاقات، فهو الميدان الفسيح الذي تتسابق فيه الخيول الأصيلة بهدف تجسيد "شرافة الإنسان"، أما من يندفع صوب ميدان الهدم والجدال، فإنما يبدد طاقاته ومواهبه ليثبت حقاً أنه "شر" و "آفة" هذا الكون.

إن هذه المعارك تساعدنا على استخدام كل حواسنا وتدفعنا لاستخراج قدراتنا ومواهبنا واكتشاف نقاط قوتنا وضعفنا، فلن نيأس من خوضها، فهي فرص لارتقائنا واكتساب الخصائل الروحانية من أجل صياغة إنسانيتنا بما يتناسب مع إيقاع "قرن الأنوار".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى