"سيدة".. امرأة ستينية تعمل في البيع والشراء لإعالة ابنها المعاق

> تقرير: عبدالجليل اليوسي

> تفترش سيدة أحمد ناصر حميد (65 عامًا) الشارع العام بمدينة حجة يوميًا، استعدادًا لبيع أواني ومتطلبات منزلية لعلها تحصل على القليل من المال لتوفير متطلبات ابنها المقعد.

وتقول سيدة:"كانت لنا تجارة من الذهب والحبوب والمواد الغذائية في محافظة الحديدة وخارج اليمن، ولكن الزمن تغير بعد أن توفي زوجي قبل 8 سنوات، واضطررت للهجرة من الريف إلى المدينة، لأنها أفضل من بلادنا، فاستأجرت غرفة متوسطة وحمامًا وصالة صغيرة، وأدفع شهريًا 17 ألف ريال يمني (تساوي 29 دولارًا أمريكيًا) و2000 ريال فاتورة الكهرباء ".

وتضيف:"كنا في منطقتنا المسوح في مديرية الشغادرة بمحافظة حجة (شمال غرب العاصمة صنعاء)، نزرع الحبوب من دخن وذرة وظافري وهندية وكشد ودجرة، وكان محصولنا كثيرًا بالمدفن (خزانات أرضية لتخزين الحبوب)، لكن اليوم أثرت الحرب على أرزاقنا، وصار أناس كثيرون يعيشون من مساعدات المنظمات ".

تداعيات الحرب على المرأة
وتأثرت المرأة بسبب الحرب في العديد من الجوانب، وبخاصة الجانب النفسي، والاقتصادي، والاجتماعي، بعد تدهور الوضع المعيشي، ونزوح الأسر من المديريات التي شهدت نزاعًا في المحافظة، وانعدام مصادر الدخل، فاضطرت لمواجهة هذا التحدي عن طريق اكتسابها مهارات التمكين بفرع اتحاد نساء اليمن، حد قول رئيس فرع الاتحاد بمحافظة حجة، ابتسام هاشم شرف، مضيفة:"نقدم لهن خدمات الدعم النفسي، والعلاجات، ومن ثم ندمجهن في المجتمع، لكيلا تشعر أنها ليست جزءًا منه ".

وأكدت جميلة علي الشرفي، مدير إدارة المرأة بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة حجة، لـ ”المشاهد ":"أن المرأة بمحافظة حجة تأثرت تأثرًا بالغًا بسبب الحرب، وهي عرضة للعديد من أشكال العنف والتمييز، وحرمت تبعًا لذلك من ممارسة حقوقها، علاوة على تعرضها لأنواع متعددة من العنف والاستغلال، بسبب انتشار البطالة وتدني المستوى المعيشي للأسرة وانعدام مصادر الدخل، فاضطرت للعمل لمساعدة أسرتها، وبعض الأعمال جعلتها في موضع استغلال، مثل الخدمة في البيوت، وأحيانًا الخروج للتسول، وهذه الظاهرة زادت وبأعداد كبيرة في الشوارع، لم نعهدها من قبل" .

ويقدم مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل خدمات للمرأة بحسب ما تتوفر لديه من إمكانات في ظل هذه الأوضاع الصعبة، وفق الشرفي، قائلة:"نحن نستقبل النساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف بكافة أشكاله وأنواعه، ونقدم لهن الدعم النفسي والاجتماعي والمشورة والإرشاد الأسري، والإحالة للخدمات (الصحية والتعليمية والتمكين الاقتصادي والعون القانوني والخدمات النقدية)، ودعم السجينات (توفير احتياجات السجينات في إصلاحية المحافظة بدعم من الجهات ذات العلاقة) " .

وتضيف أن مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل قدم خدمات لـ 100 حالة، عام 2020، وفي 2021 (منذ بداية يناير إلى الشهر الحالي أغسطس) قدم المكتب خدمات لـ 81 حالة، وفق الشرفي.

تمكين النساء المعيلات
وتم تدريب 1270 امرأة، عام 2020، وتمكين 163 بمشاريع صغيرة مدرة للدخل، بينما في 2021 تم تمكين 41 امرأة نازحة ومقيمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لدى فرع اتحاد نساء اليمن بحجة 6000 امرأة مسجلة في قائمة الانتظار، وهذا يعد واحدة من أهم المشاكل التي نعاني منها، حسب شرف.
يذكر أن عدد النازحين بمحافظة حجة يصل لأكثر من 400 ألف نازح طبقًا لإحصائية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، 2020.
وأظهرت دراسة حديثة لمنظمة اليونيسيف عام 2021، عن البطالة في اليمن، أن معدل البطالة في اليمن ارتفع إلى 32 % من إجمالي القوى العاملة، متجاوزًا نصف ما كان عليه قبل الحرب عام 2014، والبالغ 13.5 %.

"المشاهد"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى