هجوم مطار كابول يبرز سقوط حركة طالبان في أفغانستان

> ​قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، إن هجوم مطار كابول يلقي الأضواء على الكيفية التي يمكن أن تؤدي إلى سقوط حركة طالبان في أفغانستان، مع التهديدات الأمنية التي تواجهها، والشرعية الهشة، فإن الجماعة المتمردة ستعاني كثيرا كي تحكم، وتعزز قبضتها على مقاليد الأمور في الدولة.

وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت المجلة: ”يوم الخميس، وقع انفجاران على الأقل بالقرب من مطار كابول الدولي. قال مسؤول في الصحة الأفغانية إن 60 مواطنا على الأقل لقوا مصرعهم، بينما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل 13 جنديا، وبعد ساعات أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، بينما كانت واشنطن قد حذّرت قبل أيام من تهديد فرع خراسان التابع لتنظيم داعش“.

وأضافت: ”ألقت تلك التفجيرات خطط الإجلاء الأمريكية إلى المجهول. تراجعت معدلات عمليات الإجلاء خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن لا يزال الكثيرون يريدون الرحيل. تجمع الآلاف من الأفغان خارج المطار عند وقوع التفجيرات، ولم تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خططها قبل 31 أغسطس، الموعد النهائي للانسحاب من أفغانستان. وحذّرت السفارة الأمريكية في كابول المواطنين الأمريكيين بعدم التحرك إلى المطار“.

وتابعت: “ تسلط تلك الهجمات الأضواء على التحديات التي تواجه حركة طالبان، عندما تقوم بتشكيل الحكومة الجديدة بشكل رسمي، بعد رحيل القوات الأمريكية. يجب على طالبان مواجهة التهديد المستمر بالعنف الذي يشكله منافسهم تنظيم داعش الإرهابي عبر فرعه في خراسان، والذي لن يتوقف عن شن الهجمات، لمجرد أن طالبان أعلنت نهاية الحرب، عندما زحفت قواتها إلى كابول في وقت سابق من هذا الشهر“.

وأردفت: ”كان تركيز الكثيرين في الفترة الأخيرة على تناول نقاط قوة طالبان، في أعقاب اجتياح كابول، والسقوط السريع للحكومة الأفغانية، حيث تركزت الحوارات على ثروة طالبان، ونفوذها العسكري وقدرتها على استغلال نقاط الضعف العميقة للدولة الأفغانية“.

إلا أن ”فورين بوليسي“ ترى أن الجماعة المسلحة ستتعلم قريبا الدرس القديم، القائل بأن ”الحكم أصعب من القتال“، خاصة أن طالبان تفتقر إلى الخبرة اللازمة للتصدي للتحديات السياسية العميقة التي تواجهها، وبالإضافة إلى المشكلات الأمنية، فإن أفغانستان تواجه أزمة اقتصادية، تسبق سيطرة طالبان على الدولة.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن نموذج حكم طالبان يؤكد على القمع والعدالة الوحشية، وليس على التحرك وفقا لسياسات اقتصادية رشيدة.

وقالت إن قرار المجتمع الدولي بفرض عقوبات على طالبان، بما في ذلك تجميد ما يقرب من 9.5 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية. أشارت معظم الدول، بما في ذلك باكستان والصين، إلى أنها ستراقب سلوك طالبان قبل الاعتراف بالحكومة.

ورأت ”فورين بوليسي“ أن طالبان ستعاني كثيرا من أجل الحصول على تأييد المواطنين الأفغان، الذين ربما استاءوا من الحكومات الفاسدة والفاشلة السابقة، ولكنهم سيكونوا أكثر استياءً تجاه حكم طالبان القمعي، خاصة إذا لم يتم تخفيف الضغوط الاقتصادية. يمكن أن تؤدي تلك الأوضاع إلى تآكل أي دعم تحصل عليه طالبان، لإنهاء الحرب والوصول إلى وضع أمني أفضل.

وختمت: “ إذا فشلت طالبان في ترسيخ سلطتها وشرعيتها، فسوف يزداد الأمن سوءا في جميع أنحاء أفغانستان، كما أظهر الهجوم على مطار كابول. ستعود المعارضة المسلحة لتعزيز وضعها، الذي بدأ حاليا لجبهة مقاومة محدودة ضد طالبان في بنجشير، المقاطعة الوحيدة التي لا تخضع حاليا لسيطرة الحركة المتمردة. سيستفيد المتطرفون من الاضطرابات المتزايدة، وسيؤدي انعدام الأمن والضغط الاقتصادي المستمر إلى تكثيف نزوح اللاجئين“.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى