الدجاج والبيض وسيلة لاستعادة سبل العيش لدى الأسر الفقيرة في اليمن

> "الأيام" الأمم المتحدة:

> يعاني اليمن من أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب الصراع العنيف المستمر لأكثر من ست سنوات، والذي يهدد، بشكل متزايد، الأمن الغذائي وسبل العيش بالنسبة لملايين اليمنيين.
وقد أدت تدابير الإغلاق التي فرضتها السلطات لكبح انتشار فيروس كورونا إلى تفاقم مشكلة عدم توافر الغذاء والوصول إليه على مستوى الأسرة.

تسعى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في اليمن إلى استعادة سبل العيش الزراعية، وتعزيز توافر الغذاء المحلي، وتفعيل دور المرأة في المجتمع.

تعيل شعلة عبده أطفالها الثمانية بمفردها، وهي عاطلة عن العمل وتكافح من أجل إطعامهم. إذ يشكل عجزها عن إطعامهم أمرًا مفجعًا بالنسبة لها، وتقول عن تلك التجربة: "عندما أذهب إلى المتجر، يرفض صاحبه أن يبيع لي أي شيء بالدين. أعود إلى المنزل حزينة باكية، ليس بوسعي القيام بأي شيء، إنه أمر مؤلم" .

ظروف كارثية
وفقًا لأحدث تصنيف مرحلي متكامل للأمن الغذائي، من المتوقع أن يواجه 16.2 مليون شخص في اليمن مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ومن المتوقع أن ينزلق 47 ألف شخص في ظروف كارثية.

يقيس التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي الحاد مستوى انعدام الأمن الغذائي، وهناك خمس مراحل لانعدام الأمن الغذائي الحاد. تبدأ المستويات العالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من المرحلة الثالثة من التصنيف، أي مستوى الأزمة، ويمثل المستوى الأعلى. أما المرحلة الخامسة من التصنيف فهي تشكل كارثة أو مجاعة.

يقول حسين جادين، ممثل منظمة الفاو في اليمن:"لا تزال مستويات انعدام الأمن الغذائي في اليمن مرتفعة بشكل غير مسبوق، تشير آخر إحصائيات التصنيف المرحلي المتكامل إلى أن أكثر من 16 مليون شخص يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي، ولا يُظهر التحليل الأخير أي مؤشر على التحسن ".

تضرر سبل العيش
وتعد الزراعة مصدر دخل رئيس لأكثر من نصف سكان اليمن وركيزة أساسية لاقتصاد البلاد، ومنذ بداية الصراع، تضررت سبل العيش الزراعية للكثيرين، بشدة، مع انخفاض مستويات إنتاج الحبوب والماشية بشكل كبير مقارنة بمستويات ما قبل الصراع.
وتشمل العوامل الأخرى التي تساهم في انعدام الأمن الغذائي في اليمن الأزمات الاقتصادية، وجائحة كوفيد-19، والجراد الصحراوي، وتغير المناخ.

وسعيًا منها لتحسين استهلاك الغذاء والتغذية للأسر الأكثر ضعفًا في محافظتي إب والضالع اليمنيتين، اختارت منظمة الفاو 2900 أسرة مستفيدة، مع إعطاء الأولوية للأسر التي تعولها نساء والأسر التي لديها أمهات مرضعات، وزودتها بـ 29 ألف دجاجة بياضة، 203 أطنان من علف الدواجن و2900 من مواد ومستلزمات بناء حظائر الطيور.

تربي شعلة عبده أطفالها الثمانية بمفردها وتكافح من أجل إطعامهم.
قامت شعلة عبده بالتسجيل في مشروع منظمة الفاو فور سماعها عنه. بدأ الدجاج الذي تلقته في وضع البيض. وقد أدخل ذلك البهجة في نفس ابنتها التي تحب أكل البيض.

تقول شعلة عبده، وهي من محافظة إب:"ابنتي سعيدة للغاية بتناول البيض. تفضلها مسلوقة أحيانًا ومقلية أحيانًا أخرى. قلت لها: لقد كنت دائمًا تطلبين البيض، والآن لديك دجاج" .
أدى مشروع الفاو إلى تحسين تغذية الأسر الضعيفة وتوفير سبل عيش مستدامة لها ومصدرًا يوميًا للأغذية المغذية، مع تمكين الأمهات في الوقت نفسه.

تعمل منظمة الفاو في اليمن على استعادة سبل العيش الزراعية.
أصبح فائض البيض المنتج مصدر دخل بالنسبة للأسر المستفيدة؛ يتم بيعه في السوق المحلي، مما يحسن الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية في المحافظات التي تعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد الشامل.
وبفضل بيع فائض البيض، تمكنت شعلة عبده من إعالة أسرتها، وعن ذلك تقول: "منذ تنفيذ مشروع توزيع الدجاج، تحسنت حياتنا. يمكننا بيع البيض وتغطية احتياجاتنا. لقد أحدثت الأموال التي نجنيها من بيع البيض فرقًا كبيرًا في حياتنا" .

خطة استجابة طارئة
استجابة للأزمة في اليمن، وضعت منظمة الفاو خطط استجابة طارئة لدعم سبل العيش، بدعم من الشركاء في الموارد، بغرض الحد من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وإنقاذ حياة الأسر الأكثر ضعفًا، من خلال تحسين الوصول إلى الغذاء، والتمكين الاقتصادي، واستعادة سبل العيش، وتحسين البنية التحتية الزراعية، وتنمية القدرات.

يقول حسين جادين، ممثل منظمة الفاو في اليمن إن المنظمة تعمل على حماية وبناء، واستعادة سبل العيش الزراعية وخلق خيارات لكسب العيش بهدف الحد من المستويات المقلقة لانعدام الأمن الغذائي.

وأضاف: "جمع عملنا بشكل أساسي الاستجابة الطارئة لاحتياجات انعدام الأمن الغذائي الأساسية الفورية مع تبني مناهج متوسطة وطويلة المدى، بهدف استعادة سبل العيش وتعزيز قدرة الأسر اليمنية على الصمود أمام هذه الصدمات، مثل الجراد الصحراوي والفيضانات المفاجئة. على سبيل المثال، وفرت منظمة الفاو، في عام 2020 وحده، سبل العيش في حالات الطوارئ لأكثر من 1.3 مليون شخص في أنواع مختلفة من التدخلات في جميع أنحاء البلاد" .

دخلت منظمة الفاو في شراكة مع حكومة اليابان بغية توفير أنظمة إنتاج الدواجن للأسر الضعيفة في اليمن. وتواصل اليابان دعم مختلف تدخلات المساعدة الطارئة لسبل العيش الزراعية التي تنفذها المنظمة في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى