تقرير.. صيف 2021 الأبرد في عدن منذ 11 سنة

> د. ياسر عمر الهتاري

>
​أظهر تحليل لبيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الأبحاث الأمريكية ناسا (NASA) وبيانات أقمار الوكالة الأوروبية للمناخ والأرصاد الجوية، أن الصيف في مدينة عدن خلال هذا العام 2021 كان هو الأبرد منذ العام 2011، أي منذ 11 سنة، وذلك في رصد ودراسة مستمرة حتى يوم أمس، حيث تم رصد درجات الحرارة العليا في مدينة عدن خلال هذا العام بأنها كانت أقل من مثيلاتها في أشهر الصيف من الأعوام الماضية، ووصل متوسط أعلى درجة حرارة يومية في مدينة عدن خلال هذا العام إلى 39°م في 1/7/2021، لكنه لم يتجاوزه بحسب بيانات ونماذج الأقمار الاصطناعية، بينما كان أقرب متوسط لدرجة الحرارة العليا في المدينة لا يقل عن 39.5°م وكان في العام 2011، بينما كان العام 2016 هو أكثر السنوات حرارة في فترة الصيف بمتوسط درجة يومية حرارة عليا بلغت 41.7°م وتحديداً في تاريخ 1/7/2016.

ورصدت الأقمار الاصطناعية أيضاً أن درجة الحرارة العليا في عدن قد سجلت أدنى قيمة لها في تاريخ 16/ 7 من العام الحالي بلغت 30.6°م، وهي أدنى قيمة لم تصل إليها منذ العام 2011 في هذا الشهر من الصيف خلال السنوات الماضية، وتأتي أهمية رصد ومتابعة درجة الحرارة العليا في أنها تعطي تصوراً لحالة الجو خلال ساعات النهار وخاصة خلال فترة الظهيرة وما بعدها بنحو ساعتين إلى ثلاث ساعات، باعتبار أن أعلى قيم لدرجات الحرارة العليا لا يمكن أن ترصد بطبيعة الحال إلا في هذا الوقت وليس في ساعات الليل أو الفجر أو الصباح الباكر.

وكذلك الأمر فيما يتعلق بدرجات الحرارة الدنيا، حيث تم رصد أقل متوسط لدرجة الحرارة الدنيا في مدينة عدن خلال هذا العام وتحديداً في تاريخ 26/7/2021 بمتوسط درجة حرارة يومية دنيا بلغ 26.1°م، وخلال 11 سنة الماضية لم يحدث أن رصدت الأقمار الاصطناعية في مدينة عدن متوسطاً لدرجة الحرارة اليومية الدنيا أقل من هذه القيمة، وعلى العكس مما تعطيه قياسات درجة الحرارة العليا، فإن درجة الحرارة الدنيا تعطي تصوراً للنمط التي كانت عليه درجات الحرارة خلال ساعات ما بعد الغروب والليل حتى وقت الفجر، والتي يتم التسجيل فيها عادة لأدنى قياسات درجة الحرارة اليومية، حيث تعد قيم وقياسات درجات الحرارة العليا والدنيا مؤشرات يمكن الاعتماد عليها في تحليل سير درجة الحرارة اليومي.

ويمكن ملاحظة أن درجة الحرارة في مدينة عدن قد طرأ عليها ارتفاع مفاجئ خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن ذلك لم يكن بسبب ارتفاع في درجة الحرارة بقدر ما كان ارتفاعاً في كمية الرطوبة في هواء المدينة الذي أدى إلى الشعور البشري بدرجة حرارة أعلى مما هي عليه كدرجة حرارة مقاسة، وهو ما يتم التفريق بينهما علمياً في علوم المناخ والأرصاد الجوية بدرجة الحرارة، وهي ما يتم قياسها بوسائل القياس المختلفة من بينها الأقمار الاصطناعية والبالونات والمسيرات الهوائية، وهناك درجة الحرارة المحسوسة وهي ما يشعر بها الإنسان، والتي تختلف بدورها عن درجة الحرارة المقاسة تبعاً لعدة عوامل، ومنها سرعة الرياح وكمية الرطوبة في الهواء، وهو ما أدى إلى الشعور بدرجة حرارة أعلى لسكان مدينة عدن عما هي مقاسة آلياً في فترة الأسبوعين الأخيرين.

أما المتوسطات اليومية لدرجات الحرارة في مدينة عدن -وهي قيم يتم حسابها لمجموعة القيم الحرارية لليوم ولا يتم قياسها- فهي لم تختلف كثيراً عن سابقاتها في الأعوام الماضية من حيث قيمها، لكن ما يلاحظ عليها أنها لم تكن بنفس الاستمرارية والتتابع في الرسوم البيانية، ما يعني أن الأيام التي تم حساب درجات حرارة مرتفعة فيها كانت غير متتابعة، وهو ما يعطي فرصة للهواء بأن يتخلص من جزء من حرارته في الأيام الواقعة بينها ما يساعد على بقاء الهواء معتدلاً حتى وإن تم احتساب قيم عليا في بعض الأيام.

وحتى تكون النتائج أقرب إلى الدقة، فقد تم رصد، ومن ثم إظهار نتائج هذه البيانات من 6 مواقع مختلفة من مدينة عدن حتى يتم الحصول على متوسط دقيق للبيانات الحرارية التي على ضوئها تم إعداد وتجهيز هذا الملخص لواقع درجة الحرارة في مدينة عدن في صيف هذا العام 2021 ومقارنته بغيره من السنوات خلال 11 سنة الماضية، باعتبار أن الأيام القادمة لا يمكن لها أن تشهد في أي حال من الأحوال درجة حرارة أعلى مما مضى من الأيام عدا ما كان له علاقة بارتفاع الرطوبة أو ركود الهواء، وأثر ذلك على الحرارة المحسوسة وليس المقاسة.
* أستاذ المناخ المساعد - جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى