حوار يحتاج إلى حوار

> لأن الحياة لا تخلو من الاختلاف في الرأي والرؤى، ولأننا نعيش في مجتمع تغلب عليه مظاهر الاحتقان والغضب، كان مما هو متاح هذا الحوار لإنقاذ هذا الوطن الذي ننتمي إليه جميعا، ولكن دون شروط أو أمر واقع يفقده مضمونه وفلسفته حتى قبل أن يبدأ هذا الهدف النبيل سعيًا إلى استقرار الوطن.. ولابد أن تكون قاعدته ناصعة البياض منزهة من شروط الأمر الواقع أو أي علاقة بكل الأسباب التي أثارت الفتنة وأهاجت النفوس.

لقد عقدت الكثير من الجلسات بشأن الحوار دار بين جهات لها علاقة بالوطن يعتقد البعض أن الإصلاح يأتي تدريجيًا وأن المصلحة العامة للشعب اليمني (في الشمال والجنوب) تعلو على كل الأطروحات والمعتقدات السياسية وبين البعض ممن يحملون ضغينة ضد البعض من الشعب اليمني (جنوبه وشماله).
مسكينة لغة الحوار فقد أصبحت بيننا أشبه بطلقات الرصاص المكتومة في صدور المتحاورين وتسللت إليها مفردات وعبارات لم تعرفها معاجمنا العربية عبر تاريخها المرير إلاّ في مواقف التشاحن والقتال.

للأسف أما لغة الحوار بين الفصائل في بلادنا فحدث ولا حرج، فمع استخدام ترمومتر التحليل النفسي واللغوي على مفرداتها وعباراتها وتصرفات البعض وعباراتها أكاد ألمح المسدسات والآليات تظل علينا من بين حروفها وقنابل المولوتوف تقف بين عباراتها متأهبة للانفجار في وجوه المتواجدين ووقتما وحيثما شاءت هي لا مستخدموها.

وإذا كان كل يمارس العدوانية بطريقته فإن غياب الحوار الراقي المثمر مناقشة كثير من القضايا من أهم مظاهر تسلل العنف إلى فئات كنا ولا نزال نعتبرها قدوة ونتخذها أسوة حسنة.. وعلينا أن نقول لأنفسنا كفى عبثًا بالمقدرات وتعالوا إلى كلمة سواء تحفظ للشعب آمنه واستقراره وتضمن فرص تقدمه ونهضته.
إن ما نحتاج إليه في هذه الأيام الفارقة هو الحكمة وتغليب الصالح الوطني يجنبنا الوقوع تحت رحمة الأيديولوجيات ونصائح السوء المدمرة.. لا نتيجة من وراء الجنوح للإقصاء والتهميش والترهيب السائدة.

لا جدال أن استعادة وحدة الشعب (أقصد الوطنية) تستوجب عدم استبدال مبادئ الثورة (إذا كانت لا تزال نعمل بها) تحت أي مسمى بتوجهات وأيدولوجيات بعينها ثبت يقينًا أنها لن تحقق أبدًا مطالبنا الأساسية التي نتطلع إليها جميعًا وفي مقدمة ذلك الثورة على الفساد، نرى أن تتم إجراءات وليس بالشعارات.. مطلوب محاسبة كل فاسد بدون مجاملة.

دعونا نعترف أننا أمام حالة مستعصية من الحوار تحتاج إلى مواقف جادة لكي نستطيع الحوار فليس من الممكن الاستجابة لطلبات تمت بالفعل، وجاءت بنتائج غير مقبولة للبعض، حيث الشيء الوحيد الممكن في تصورهم عودة الجاه والأهمية بزعامة قادة الزعبقة والكلام الفارغ المتلونون في كل (زفة) تحدث في البلاد يستدعي الأمر إلى حوار.. وهكذا حوار يحتاج إلى حوار وحوار يجر حوار لغرض استلام بدل جلسات الحوار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى