ما الذي دار في جلسة مجلس الأمن الدولي حول اليمن؟

> نيويورك «الأيام» وكالات:

>
  • دول العالم متفقة على ضرورة وقف الحرب الآن لكن لم تجد الطريقة المناسبة
أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي أن تعيين مبعوث خاص جديد إلى اليمن يوفر فرصة لتقييم الأطراف وإعادة إشراكهم من جديد، لكن ذلك جاء في حين عدم وجود إجابات سهلة في معالجة الصراع المعقد في اليمن الممتد على مدى سبع سنوات وسط مخاوف بشأن استمرار التصعيد العسكري وتصاعد الأزمة الاقتصادية.

وخلال جلسة المجلس أمس الجمعة في نيويورك لمناقشة الوضع في اليمن، رحب أعضاء المجلس بالمبعوث الجديد لليمن، معتبرين تعيينه "فرصة للأطراف اليمنية لتجديد تعاونها مع مكتبه والعمل معه دون أي شروط مسبقة".
وتابعت "الأيام" اليوم السبت كلمات أعضاء المجلس التي نشرت مساء اليوم وأمس في الجلسة، حيث أدانت ممثلة المملكة المتحدة باربرا وودوارد، الهجمات المتهورة الأخيرة عبر الحدود التي نفذها الحوثيون -بتسهيل من إيران- على السعودية. وقالت إن "الطبيعة العشوائية لهذه الأعمال هي الأكثر إثارة للقلق".

وأعربت بريطانيا "عن قلقها إزاء الوضع في جنوب اليمن، حيث يجب تنفيذ اتفاق الرياض بشكل عاجل. يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي تسهيل عودة الحكومة بأكملها إلى عدن في الوقت نفسه".
وأكدت وجوب أن "يظل منع خطر المجاعة من الأولويات القصوى للأمم المتحدة وشركائها ، حيث وصل التضخم مؤخرًا إلى مستويات جديدة وجعل الغذاء والمواد الأساسية الأخرى غير قابلة للوصول".

من جهته، أكد مندوب تونس في مجلس الأمن، علي الشريف، أنه لا بديل عن حل تفاوضي في اليمن، مشيرا "إلى ضرورة عدم فرض مبدأ القوة، لأنه سيعرض الشعب اليمني بشكل أكبر ويدفع الأزمة الإنسانية".
ودعا جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي واحترام المدنيين، معرباً "عن قلقه إزاء تدهور الوضع الاقتصادي والتأخير في العمليات الإغاثية والإنسانية".

وتحدث مندوب الهند في الأمم المتحدة"تي. إس. تيرومورتي" عن حصاد 7 سنوات من النزاع، "مع اشتداد القتال بين الحكومة وأنصار الله وتدهور الأوضاع في عدن والمحافظات الجنوبية".
ودعا طرفي اتفاق الرياض "إلى استئناف الحوار الذي يسرته حكومة المملكة العربية السعودية، حيث تنبذ جميع الأطراف الأعمال العسكرية".

وأشار إلى الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة عبر الحدود على المملكة العربية السعودية والتي تهدد المنطقة وتعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية.
وكان ثلاثة هنود من بين ثمانية مدنيين أصيبوا في هجوم على مطار أبها الدولي مؤخرًا، وقال إن الهجوم "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

وأعرب ممثل إستونيا سفين جورجنسن، عن قلقه العميق إزاء الزيادة الأخيرة في النشاط العسكري في اليمن، وخاصة في مأرب واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في هجمات الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية، بما في ذلك مطار أبها الدولي.
وحث جميع الأطراف على الامتناع عن الهجمات العشوائية ضد الأعيان المدنية، مشيراً إلى أهمية "معالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم انعدام الأمن الغذائي بسبب عدم وجود اتفاق طويل الأمد على استيراد الوقود والإمدادات التجارية عبر ميناء الحديدة".

وقال إنه نتيجة لتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، يُجبر الأطفال على الزواج المبكر أو التجنيد، مستشهدا بتقرير صدر مؤخرًا عن فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، والذي ينص على أن أطراف النزاع قد ارتكبت عنفًا جنسيًا وجنسانيًا وانخرطت في الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي والتعذيب.

وأعرب مندوب كينيا "مايكل كيبوينو"، ن خيبة أمله إزاء عدم إحراز تقدم سياسي وتصاعد القتال في اليمن خاصة بمحيط مأرب وهجوم الطائرات المسيرة على قاعدة العند.
وحذر من خطر ازدهار الجماعات الإرهابية وتوسعها، بسبب الفوضى على طول الجبهات.

وأعرب مندوب الصين جينج شوانج، عن أمله في أن يتواصل المبعوث الجديد قريبًا بشكل مباشر مع الأطراف ويقنعهم بالعودة إلى مسار الحوار.
وقال إن بعد سنوات من الصراع، هناك نقصاً خطيراً في الثقة بين الطرفين. وقال إن المبعوث الخاص يمكنه استخدام خطوات معينة -مثل تبادل أسرى الحرب ومنح الوصول إلى ناقلة النفط صافر- لبناء ثقة متبادلة ومساعدة الأطراف في نهاية المطاف على التوصل إلى حل سياسي.

وقال مندوب فرنسا، نيكولاس دي ريفيير، إن بعد سبع سنوات من الصراع، لا يوجد منظور للخروج من الأزمة. الخيار العسكري لا يقود إلى أي مكان.
وطالب أطراف النزاع بوقف إطلاق نار شامل وإعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وإيجاد حل سياسي، مشدداً على ضرورة وقف الحوثيين لأعمالهم غير المقبولة في مأرب وضد الأراضي السعودية.

وأوضح أن "ابتزاز الحوثيين في موضوع الناقلة صافر للنفط أمر غير مقبول"، داعيًا الجماعة إلى السماح بالتفتيش الفوري دون شروط مسبقة.
أما مندوب روسيا الاتحادية فاسيلي الأستاذ نيبينزيا، أكد أن وساطة الأمم المتحدة يمكن أن توفق بين الأطراف اليمني، ويمكن لدول المنطقة أن تلعب دورًا كبيرًا.

وقال، إن تعثر التقدم أدى السياسي إلى تصعيد العنف على الجبهات في مأرب والضربات الجوية على السعودية، مؤكدا أنه لا بديل عن المفاوضات التي تأخذ في الحسبان جميع الأطراف.
وأضاف أنه يتعين على مجلس الأمن "اتخاذ موقف متوازن بشأن الوضع"، داعياً إلى الرفع الكامل لجميع أنواع الحصار البحري والجوي ورفع القيود المفروضة على توزيع المواد الغذائية والمحروقات.

وحث إنريكي خافيير أوتشا مارتينيز، من المكسيك، جميع الأطراف اليمنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وحث قيادة الحوثيين على الانخراط في حوار ييسره المبعوث الخاص دون شروط مسبقة.
وتحدث دانج دين كوي مندوب فيتنام، عن مقتل 200 شخص جراء التصعيد خلال الأسبوعين الماضيين في عدد من المناطق في اليمن، لا سيما في مأرب، مشدداً على "أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم واتفاق الرياض".

وقالت مونا جول من النرويج، إن هناك حاجة ملحة لخفض التصعيد العسكري، لا سيما في مأرب، مشيرةً إلى الحاجة الأساسية لدفع عملية السلام إلى الأمام، بمشاركة وقيادة كاملة ومتساوية وذات مغزى للمرأة اليمنية.
وتطرقت إلى انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان المبلغ عنها في اليمن، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وأصرت على وجوب محاسبة الجناة.

واستشهدت بتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن 2500 مدرسة في اليمن قد تضررت أو استخدمت لأغراض عسكرية، وأن حوالي 8.1 ملايين طفل يحتاجون إلى مساعدة تعليمية طارئة، وحثت على حماية المدارس والجامعات من الاستخدام العسكري أثناء النزاع المسلح، حسب إعلان المدارس الآمنة.

ودعا مندوب النيجر نياندو أوجي، الحوثيين وجميع أطراف النزاع إلى تحمل مسؤولية إنهاء القتال، وقال إن من بين الأولويات القصوى الأخرى، ينبغي عليهم التعامل بشكل عاجل وبناء مع المبعوث الخاص الجديد.
وقالت ريتشارد ميلز جونيور، من بعثة الولايات المتحدة الأمريكية، إن الإجماع الدولي واضح على أن العنف يجب أن يتوقف فوراً في اليمن.

وقال، للأسف، إن الحوثيين يواصلون تقويض الوضع، مستشهداً بضربة 29 أغسطس على قاعدة العند التي حملت بصمات الحوثيين.
يواصل الحوثيون كذلك مماطلة غير ضرورية وخطيرة في شأن ناقلة النفط صافر، مما يشكل مخاطر جسيمة للغاية وواسعة النطاق بحيث لا يمكن الاستمرار فيها.

وقالت أيسيس أزالية ماريا جونسالفيس، ممثلة سانت فنسنت وجزر جرينادين، إن تأثير الصراع الذي طال أمده واضح في انهيار المؤسسات وتشرذم النسيج الاجتماعي، وهو العبء الأكبر الذي يتحمله في المقام الأول أولئك الأكثر ضعفاً (النساء والأطفال).

وشددت على أن الأعمال العدائية والنزوح يهددان ملايين الأشخاص، حيث يستمر القتال على جبهات عديدة في زعزعة استقرار الوضع الهش بالفعل، "مع استمرار تدهور الوضع الإنساني بشكل عام، هناك حاجة ملحة لمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق، وخاصة أن البلاد تواجه موجة ثالثة من الوباء وموسم أمطار نشط".

وكانت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي جير الدين بيرن ناسون، بصفتها الوطنية كمندوبة لإيرلندا، قد شددت في الجلسة على أن القتال في اليمن يجب أن ينتهي الآن.
وقالت إن "هجوم الحوثيين على مأرب غير مقبول. يجب إنهاء الهجمات عبر الحدود على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية، ويجب أن يكون هناك وقف وطني لإطلاق النار".
وأشارت إلى العواقب الإنسانية جراء النزاع الذي طال أمده، بما في ذلك "المجاعة، وعدم كفاية مرور الوقود عبر موانئ البحر الأحمر اليمنية، ودفع الرواتب غير المنتظمة لموظفي الخدمة المدنية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى