​قوتنا من قوة وطننا

>
إلى كل رجل أعمال شريف وصاحب مال نزيه، إلى كل مواطن يمني في (شمال الوطن أو جنوبه) يحمل النسبة اليمنية.. يجب أن نعرف جميعًا أن قوتنا من قوة وطننا، التاريخ وحده لا يكفي للتشدق والزعبقة بما كانت عليه بلادنا في الماضي، لأننا أصبحنا في الحاضر ولا نستطيع أن نرى المستقبل.. إلى الذين يسوقون الكوارث والمشاكل إلى أن وضعونا فيما نحن فيه اليوم من مشاكل ومصائب وفوضى وخراب ودمار وضياع لا نقدر الآن أن نرى المستقبل، ولن يكون هناك مستقبل طالما وبلادنا تتعاقب عليها الحروب بعد كل فترة وجيزة تأتي (زفة)... آسف نكبة أخرى منذ رحيل الاستعمار الأجنبي في نهاية عام 1967م.

لا يخفى سرًا بأن ضعف بلادنا سيضعفنا جميعًا وسيهلك أبنائنا وإخواننا والجميع في تشتت وفوضى وبلبلة وهذا ما هو موجود الآن في أنحاء بلادنا. وعودة بلادنا قوية ثابتة سيقوي الجميع.
ومن خلال هذه السطور أدعو جميع أبناء اليمن في (الشمال والجنوب) المقيمين في الخارج بتحويل أموالهم إلى البنوك المحلية بعد عودة الأمن والاستقرار للبلاد وانتهاء الحرب بإذن الله ووجود دولة وحكومة قوية.. الكلمة الأخيرة لها وليس لغيرها، ولا هناك خوف ولا تقطُّع ولا نهب، نريد اقتصادًا يكون لصالح بلادنا وليس كما قالت الأغنية المصرية "أنا زارعك والخير جاني".

نمر منذ فترة طويلة من السبعينيات وحتى يومنا هذا (ونحن قف محلك كما كنت).. ولا يعقل أن نعاقب بلادنا بسبب النكبات والأزمات المتواصلة التي مرت بلادنا أثناء حكم السابقين واللاحقين.. ولا يمكن أن نتركها تنهار وتشحت لتطعمنا لو كان من سبقونا من حكام الجنوب فترة (50 عامًا) من الذين يمتلكون الكفاءة الكاملة من المؤهلات العلمية والخبرات العلمية  لكنا في وضع متقدم مزدهر، ولكن المناطقية والمحسوبية قلبت الموازين، وها هي الحروب المدمرة منذ نهاية عام 1967م، حروب متواصلة للحصول على المكاسب والمصالح من خلال المنصب، لو كان هناك عقول تفاهمت مع بعضها البعض عن تداول السلطة ديمقراطيًا وتقلد المناصبَ أشخاصٌ من ذوي المؤهلات العلمية العالية والخبرات العملية.

يجب علينا أن نقف معًا صفًا واحدًا لنساند بعضنا البعض بعيدًا عن المطامع الشخصية والمصالح والمكاسب والمحسوبية، ونتجه جميعًا لبناء الوطن؛ لأنه لا مخرج لهذا الوطن من أزمته ومحنته إلاّ بالوفاق الوطني القائم على المشاركة وليس المغالبة، بدون تحقيق هذا الهدف لن يكون هناك أمن ولا استقرار تحتاجه عملية معالجة الأوضاع المتردية في المجال الاقتصادي، الأمني، الاجتماعي، والسياسي.

والجميع مطالب بأمانة الكلمة وإخلاص النوايا والعمل الجاد الصادق النظيف بعيدًا عن الفساد والمفسدين، والعمل بجد ليس من أجل أشخاص ولكن من أجل أن تقوم بلادنا من جديد، ومطالبة الجميع بغلق صفحة تصفية الحسابات والتفتيش في الدفاتر القديمة التي أدت إلى هروب رأس المال المحلي والأجنبي إلى الدول المجاورة وغيرها بدون سبب إلاّ الخوف من الذين يدعون أنفسهم أنهم أوصياء على الوطن، والقصة ما زالت قائمة.
لو خلصت النوايا وأغلقنا صفحة الانتقام والتصفية، وفتحنا صفحة المصالحة والتسامح والمصلحة العليا للبلاد، مساندة البلاد حتى لا تسقط ويسقط معها الجميع مثلما سقطنا ولا نزال نسقط؛ لأننا لم نستوعب المآسي والكوارث التي حدثت لنا.. وآمل من الجميع الاستفادة من أخطاء الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى