​من أسقط بيحان ولماذا؟

> هل سقوط بيحان سقوط وإعادة لإسقاط شبوة أم لمساومات أخرى وضغط على التحالف لكسب أثمان أخرى!؟
بعد خروج الحوثي من عتق اشترط علي محسن لتحرير بيحان أن يستلمها أحد ألوية فرقته، ولما لم يجد من أهل بيحان رضى، قطعوا الدعم عن مقاومتها حتى أهلوا جهة بمواصفاتهم لاستلامها؛ ليظل في بيحان "مسمار جحا الوحدوي"، وهذا ليس سرا، بل يعلمه أعيان من بيحان قابلوا علي محسن، وصرح به عسكريون من بيحان وأكدته نتائج التحرير.

 فماذا يريد الإخوان وعلي محسن الابن؟
في الاجتياح الحوثي الأول لشبوة، كان محافظها الشهيد أحمد علي باحاج وكل أبناء شبوة يعلمون أنه منتمٍ للتجمع اليمني للإصلاح، ولما استشعر الخطر دعا الجميع في شبوة، ولبى دعوته الجميع، لكن كل قاوم تحت رايته، ولم يشترط عليهم أن يدافعوا تحت الراية التي قدم الحوثي، وهي  ترفرف على مليشياته وترفرف الآن عليها.
 
 ماذا جد!؟ من أسقط بيحان!؟
قبل أن يسقطها الحوثي فقد سقطت قبله بشروط علي محسن لتحريرها.
أسقطها وسيسقط غيرها. فرعونية "ما أريكم إلا ما أرى" التي يفرضها الإخوان وغموض العمليات العسكرية فيها! و الاستعراض الإعلامي غير المبرر والتخبط العملياتي الميداني.
كيف ذابت ثمانية ألوية متمركزة في بيحان!؟ لماذا سحبوا القوات الخاصة منها قبيل الاجتياح!؟ أين قوات أمن الطرق وأمن الشركات؟ أين زبيج مؤسسات الدولة التي اسقطوا شبوة ليؤسسوها بدل المليشيات حسب زعمهم...؟

هنا مربط الفرس وليس الزبيج الإعلامي
 أسقطها خلخلة النسيج الشبواني منذ الاجتياح الإخواني في أغسطس 2019م وتنميط مشروع استقلال الجنوب بأنه العدو الذي يتضاءل أمامه الحوثي، فجاءت مقدمات الكارثة العسكرية بسيطرة الحوثي على جبهات البيضاء ثم القنذع، وطيلة شهر أو يزيد، وهو يعيد حشد قواته، فعسكريا، الرد الاستراتيجي من سلطة الإخوان الحاكمة في شبوة لحماية بيحان يكون إما باسترداد القنذع وإما بوضع حزام قوي يمنعه من الوصول لما بعدها، لكن لم يتم هذا ولا ذاك... لماذا!

وفي الجانب السياسي والوطني لو صدقوا في شعار "شبوة للجميع"، وإن الحوثي عدو للجميع فالوجب دعوة الجميع لمواجهة عدو الجميع، وتأجيل الخلافات، لكن لم يتم ذلك، لماذا؟
ليس مطلوبا من محافظ شبوة أن يذهب إلى بيحان بعد أن وصل الحوثي السليم وتخوم وادي "أره" فذلك عمل  فيه من الاستعراض أكثر مما فيه من الدهاء العسكري، ومع ذلك فإنها شجاعة فردية منه تعطي معنوية لمقاتليه كان الواجب أن يذهب إلى بيحان ليلة سقطت القنذع، أو على الأقل عشية نقل السجناء من سجون بيحان، فقد نُقِلوا قبل احتلال الحوثي لبيحان بأكثر من عشرة أيام، فنقلهم مؤشر من مؤشرات السقوط! ومن مؤشراته سحب القوات الخاصة المتمركزة ثم ذوبان ثمانية ألوية مسماها العسكري محور بيحان، فتلك مؤشرات لا لبس فيها بأن بيحان ستسقط.

 الواجب أن يدعو كل طيف شبوة ويعلن تصالحا فيها، وأن الدفاع عنها واجب على الجميع، لكن الجميع ليسوا ملزمين بأن يقودهم الحاكم العسكري الشمالي الذماري "ناصر الذيباني" الذي يهمه أن تظل مربوطة بصنعاء ويهمه امتيازات "17000"  رتبة عسكرية عليا لأهل ذمار في الجيش اليمني، أكدتها تقارير مقدمة لمؤتمر حوارهم الوطني
 وغير ملزمين بأن تقودهم القوات الخاصة ولا التدخل السريع ...إلخ من مسمياتهم ما بعد اجتياح شبوة. سيدافع عن شبوة أبناؤها، وقد دافعوا عنها عام 2015م، ورايتهم معلومة ومعروفة.

وبدل ذلك لجأوا للهنجمات والزبيج والزفيج والتصنيف الفاضي لتكميم الأفواه بالتهديد والوعيد وإلقاء مسؤولية فشل الإخوان على الانتقالي، وهو مُحَارب ومقصي ومهمش ومطارد لا يستطيع أن يعبر عن رأيه في قرية نائية إلا وقمع مليشيات الإخوان حاضرا بحدها وحديدها، ومع هزيمتهم جعلوا الانتقالي خصما يفوق الحوثي، وسلطوا إعلامهم وهذيانهم في شبكات التواصل الاجتماعي ضده، وإذا ما رد عليها أي كان لتوضيح أسباب الانتكاسة لتقويمها أو نقل خبر يمس نمطيتهم الإعلامية المفروضة  جعلوا، ذلك موقفا رسميا معاديا وشامتا في المجلس الانتقالي.

شبكات التواصل حلت محل المسامرات التي اشتهر بها العرب، والناس فيها تتناقل الأخبار سواء بصدق أم بكذب أم بافتراء أم بأمانة أم بزبيج. كل ذلك من سمات رواد التواصل، لكن الواقع على الأرض يصدّقها أو يكذّبها، "فناقل الكفر ليس بكافر"، وناقل انتصارات الحوثي أو أخباره ليس بالضرور حوثيا"، وليس بالضرورة متشفٍ، لكنه الزبيج والفشل في الرد، فالمنطقي أن الأخبار لو كانت كاذبة، فإن الواقع سيكذبها، ولن يحقق الزبيج الإعلامي ولا وسائل التواصل نصرا غير موجود على الواقع، ولا هزيمة غير موجودة، فمن لم يعجبه الكلام في التواصل الاجتماعي يتجاوزه أو يحمل سلاحه إلى الجبهة، ويساهم في تغيير معادلات الواقع المؤلم للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى