​القيادي المعتوه في الحياة العملية

>
يتحدث خبراء علم النفس عن فنون القيادة ومواصفات القيادي المتميز من عدة جوانب، وهي تدرس في المناهج الدراسية في الخارج، وقد كتبت قبل عشر سنوات حول هذا الموضوع من الجانب النفسي. واليوم أكتب حول استقلالية القيادي نفسيًا وفكريًا ووجدانيًا. حيث تقول القاعدة" لا تكون إمعة أو أذن أو مشاع فيضيع احترامك بين الناس ".. فتلك القاعدة تعتبر قانون يجب الأخذ بها بعين الاعتبار من القياديين في أي مكان وزمان، في موقع عمل أو مجال علم أو أولياء الأمور أو المعلم أو رجال الأمن والدين في الجوامع وغيرهم، ويمكن توضيح تلك القاعدة باختصار مشيرة إلى كل قيادي في المعمورة، مهما كانت شخصيتك أو مركزك الوظيفي فلا تكون إمعة فتنقاد إلى ما يقوله الآخرون دون وعي أو اختيار وعليه تبني قراراتك، ولا تكون أذن أي أذانك مفتوحة للغير فتسمع ما يقولونه وتعتمدها في قراراتك، ولا تكون مشاع أي تعتمد على اتخاذ القرارات من خلال الشائعات، ويبنى عليها، لا تتلصص على الموظفات دون خجل أو حياء أو تحاول التقرب والتودد إليهن مما يقلل من شخصيتك ويحتقرونك، ولا تدعي الوسامة وأنت ذميم، ولا تدعي النظافة وأنت قذر، ولا تدعي السخاء والهناء وأنت بخيل شحات، ولا تدعي المدنية وأنت رجعي الفكر، ولا تدعي الثقافة وأنت همجي العقل، ولا تدعي الأخلاق وأنت بذيء الخلق والأخلاق، ولا تدعي .. ولا تدعي..

القيادي المتميز، الآخرون هم من يصفوه بالتميز ولا يتجرأ أن يقول لمن حوله كيف أنا متميز؟ ذلك هو القيادي المعتوه الذي يدمر نفسه بنفسه من خلال سلوكه وتصرفاته، والذي أهديت له المسؤولية ولم يصنها، بل نسى وتناسى ذاته فتمادى في الغي ومستنقع الرذيلة فوقع في شر أعماله.
أيها القيادي المعتوه لا تظن أن الله عز وجل غافل عنك، بل جل جلاله يعطيك فرصة التقييم لذاتك وتراجع تصرفاتك ومواقفك وسلوكك؛ لأنه لا مركزك، ولا مالك، ولا قبيلتك، ولا مؤهلاتك، ولا كبريائك، ولا نفوذك وحراستك تحميك من عقاب الله في الدنيا، فأحذر سهام الليل فهي دعوات المظلومين فلا مرد لها، فأنت في الأخير إنسان ضعيف وعليك أن ترسم طريق حياتك بين الخير والشر، فتذكرك الناس بما أنت أهله.
والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى