​تعز.. «لا إصلاح ولا تحالف بعد اليوم»

> تعز «الأيام» خاص

>
​أصيب شاب متظاهر بطلق ناري إثر تفريق قوات عسكرية وأمنية لموجة احتجاجات غاضبة شهدتها مدينة تعز أمس الاثنين، والتي امتدت إلى الأرياف الجنوبية للمحافظة التي تعد أكبر تجمع سكاني في اليمن، وذلك في إطار انتفاضة شعبية للتنديد بالتدهور المعيشي والاقتصادي بسبب انهيار العملة المحلية وتفشي الفساد وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتردي الخدمات الاساسية.

وقالت مصادر "الأيام" وشهود عيان، إن مسلحين بزي مدني أطلقوا النار على محتجين أضرموا النار في إطارات تالفة وسط المدينة، وأزالوا صورة للرئيس عبدربه منصور هادي، ورددوا هتافات تطالب برحيل الشرعية والإصلاح ورموز الفساد.

الشاب فتحي العربي متأثر بإصابته
الشاب فتحي العربي متأثر بإصابته

وذكر مسعفون أن شاباً يدعى فتحي العربي (23 عاماً) أصيب بطلق ناري حي أطلقه مسلحون بلباس مدني اخترق ضهره، ونقل في حالة حرجة إلى مستشفى الجمهوري لتلقي العلاج.

محتجون يقومون بإزالة صورة للرئيس عبدربه منصور هادي
محتجون يقومون بإزالة صورة للرئيس عبدربه منصور هادي

وشوهد كل من قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، ونائب مدير الشرطة، وقائد قوات الحملة الأمنية أثناء تفريق المحتجين، وبينت مقاطع فيديو قيام مرافقيهم وهم بزي مدني بإطلاق الرصاص الحي.

قوات الأمن أثناء تفريق المحتجين بتعز
قوات الأمن أثناء تفريق المحتجين بتعز

ومنذ الصباح الباكر شهدت مدينة تعز إغلاقاً تاماً للمتاجر والمراكز التجارية والبنوك وشركات الصرافة، وتوقفت حركة المواصلات وأغلب المرافق الحكومية، والتزم الموظفون بالبقاء في منازلهم رفضاً للوضع المعيشي المتردي الذي وصل إلى كل بيت في المحافظة.

إغلاق تام للمراكز التجارية والبنوك
إغلاق تام للمراكز التجارية والبنوك

وسار محتجون غاضبون بمسيرات في شارع جمال عبد الناصر، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الشرعية قبل أن يتوجه عدد منهم لنزع صورة للرئيس هادي على الجسر الوحيد بالمدينة.

محتجون بمسيرة جماهيرية في شارع جمال عبد الناصر
محتجون بمسيرة جماهيرية في شارع جمال عبد الناصر

وأغلق المحتجون معظم الشوارع الرئيسية بالمدينة وأحرقوا الإطارات، وأظهرت مقاطع فيديو المتظاهرون يمزقون صورة عملاقة للرئيس هادي في شارع جمال. وبث ناشطون لقطات توضح قيام مسلحين بزي مدني بإطلاق الرصاص على متظاهرين في دوار المسبح وسط الشارع المذكور.
وأعلن ملاك المحلات التجارية الإضراب الشامل ابتداء من أمس.

متظاهرون يمزقون صورة للرئيس هادي
متظاهرون يمزقون صورة للرئيس هادي

وكشف قانونيون عن اعتقال القوات الأمنية عدداً من المتظاهرين.


وامتدت التظاهرات إلى الأرياف الجنوبية لمدينة تعز، وقال سكان إن مديريتي التربة والمعافر شهدتا تظاهرات وقطعاً للشوارع للمرة الأولى، جراء الانهيار القياسي للعملة وصمت السلطات الحكومية.

صورة للتظاهرات في الأرياف الجنوبية لمدينة تعز
صورة للتظاهرات في الأرياف الجنوبية لمدينة تعز

ففي مدينة التربة ومنطقة المنصورة بمديريات الشمايتين وسوق الأحد والشعوبة بمديرية المعافر خرجت مسيرات غاضبة ردد المشاركون فيها شعارات مناوئة للإصلاح والشرعية، وهتفوا برحيل التحالف العربي بقيادة السعودية.

صورة أخرى للمتظاهرين في الأرياف الجنوبية لمدينة تعز
صورة أخرى للمتظاهرين في الأرياف الجنوبية لمدينة تعز

وشهدت مناطق عديدة ومدن في الحجرية بريف تعز إغلاقاً للمتاجر ومحلات الصرافة، وأحرق محتجون غاضبون إطارات تالفة للتعبير عن رفضهم للفساد والتجويع.


وارتفعت مؤخراً أسعار المواد الغذائية بشكل كبير جراء التدهور غير المسبوق في تاريخ الريال اليمني، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي الواحد 1200 ريال يمني.
وشهدت عدن وحضرموت وأبين احتجاجات مماثلة منذ أيام.


وفي المساء أصدرت اللجنة الأمنية بتعز، بياناً لتأكيد ما سمته "التزامها التام بحماية التظاهر السلمي، واحترام حرية التعبير"، محذرةً من استغلال صعوبة الأوضاع الاقتصادية وتدهور العملة في تحريض الناس للتخريب والمساس بالمحلات التجارية وقطع الطرقات ونشر الفوضى في المدينة.


وأوضحت اللجنة الأمنية في بيان أنها "تدرك بشكل تام صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها شعبنا اليمني جراء التدهور المستمر لسعر العملة، وما يرافقها من ارتفاع مؤسف في أسعار السلع"، مؤكدةً أنها على ثقة تامة بوعي أبناء محافظة تعز تجاه مسألة الحفاظ على المصالح العامة والخاصة، وحماية السكينة العامة خلال المسيرات والتظاهرات.


وحذر البيان من أي "استغلال لأوجاع المواطنين والنفاذ من خلال الاحتجاجات للتخريب وحرفها عن مسارها السلمي والحضاري، خدمةً لأعداء تعز واليمن، وللأجندة الفوضوية التي ما فتئت تتربص بمدينتنا جراء مواقفها الوطنية المشهودة، وصمودها الأسطوري منذ ما يزيد عن سبع سنوات".


وأشارت اللجنة إلى أنها لن تتهاون أبداً، وسوف تضرب بيد من حديد تجاه أي محاولات للإخلال بالنظام العام، والتخريب، وإثارة الفوضى، أو ارتكاب ممارسات تضر بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع.


ودعت اللجنة الأمنية الإعلاميين والناشطين في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إلى القيام بدور إيجابي سواء في الضغط بشكل حضاري لإنقاذ العملة والاقتصاد الوطني، أو التوعية بالمخاطر الكبيرة التي تواجهها بلادنا جراء استمرار الانقلاب وتداعياته الأليمة والكارثية على مستقبل اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى