جونسون يتعهّد بإصلاحات كبيرة للاقتصاد البريطاني لمرحلة ما بعد بريكست

> لندن "الأيام" أ.ف.ب:

> ​حشد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنصار حزبه المحافظ الأربعاء متعهّدا إجراء إصلاحات واسعة النطاق لوضع حد لاعتماد اقتصاد المملكة المتحدة على العمالة الأجنبية الأقل كلفة بعد بريكست.

وسعى جونسون إلى التقليل من أهمية التهافت الحاصل حاليا على محطات توزيع البنزين لشراء المادة، ومن نفاذ سلع استهلاكية من المحال التجارية ومن تحذير المتاجر من أن الأزمة قد تمتد حتى عيد الميلاد، وهو أكد أن الصعوبات ستكون قصيرة الأمد.

وفي ختام مؤتمر للمحافظين، هو الأول حضوريا منذ العام 2019 بسبب جائحة كوفيد-19، وجّه جونسون انتقادات لحزب العمال المعارض.

ولم يتخلل خطاب جونسون الذي استمر 45 دقيقة الإعلان عن أي تفاصيل بشأن سياسة جديدة باستثناء علاوة "رفع المستوى" لتوظيف مدرّسين لمادتي الرياضيات والعلوم في المناطق المحرومة، وإطلاق وعود بتنفيذ برنامج جديد للبنى التحتية للطرق والسكك الحديد في المعقل السابق لحزب العمال في شمال إنكلترا.

تغيير الاتّجاه

وعلى نطاق أوسع، اعتبر جونسون أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يشكل فرصة تاريخية لإعادة بناء البلاد.

وقال رئيس الوزراء "نتعامل مع أكبر القضايا الكامنة في اقتصادنا ومجتمعنا، المشاكل التي لم يكن لأي حكومة سابقة الجرأة للتعامل معها".

وأضاف "نبدأ الآن تغيير الاتجاه الذي طال انتظاره في اقتصاد المملكة المتحدة"، متعهّدا عدم العودة إلى نموذج ما قبل بريكست القائم على "الهجرة غير المضبوطة".

وبدلا من ذلك، سيتعيّن على الأعمال التجارية البريطانية الاستثمار في موظفيها والتكنولوجيا لدفع البلاد "باتّجاه اقتصاد قائم على الأجور المرتفعة والمهارة العالية والانتاجية الكبيرة".

لكنّه لفت إلى أن التحوّل سيستغرق وقتا. وفي الأثناء، وافقت الحكومة على مضض على منح عدد محدود من التأشيرات قصيرة الأمد لجذب سائقي الشاحنات والعاملين في قطاع الدواجن من شرق أوروبا.

من جهتها اعتبرت أحزاب المعارضة ومطلقو حملات مكافحة الفقر أن تعهّد جونسون "رفع المستوى" في ظل نمو غير متوازن يفاقم الأوضاع إذ يتزامن مع انتهاء مفاعيل دعم أسبوعي لمساعدة العمال ذوي الدخل المحدود.

وسعى جونسون لوضع حد فاصل بين أداء حكومته والحكومات السابقة التي اعتبر أنها افتقدت إلى "الجرأة"، على الرغم من أن السلطة بيد حزب المحافظين منذ العام 2010.

في المقابل، يشدد وزير المال ريشي سوناك الذي يعتبره محلّلون كثر المرشّح الأوفر حظا لخلافة جونسون، على ضرورة مواصلة سياسة الانضباط المالي التي لطالما اتّبعها المحافظون.

صمت بشأن المناخ

وتصر الحكومة على أن الجائحة هي السبب في النقص الحاد في العمالة الذي يؤثر على اقتصاد المملكة المتحدة، وليس نهجها المتشدد في ما يتعلق ببريكست.

لكن أزمة الإمدادات تحمل خطر تقويض قضايا شدد عليها جونسون في خطابه، بما في ذلك الدفع قدما نحو "بريطانيا العالمية" بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي.

وهو أشاد بتحالف جديد مع الولايات المتحدة وأستراليا أطلقت عليه تسمية "أوكوس"، أثار غضب فرنسا بعدما دفع كانبيرا إلى إلغاء عقد ضخم لشراء غواصات فرنسية.

وبعدما قلّل من أهمية الاعتراضات على هذا التحالف، شدد جونسون على الأهمية المتزايدة للتعاون التجاري وللعلاقات مع منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتطرّق جونسون إلى تحرّك بريطانيا في مجال التغيّر المناخي والحاجة إلى تعاون دولي، قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (كوب26) المرتقب في اسكتلندا اعتبارا من 31 أكتوبر.

وقال إن المؤتمر الذي سيعقد في غلاسكو سيكون "قمّة جيلنا"، لكنّه لم يعط تفاصيل حول أهداف بريطانيا على صعيد الحياد الكربوني.

واقتصرت الإضاءة على مكافحة التغيّر المناخي خلال مؤتمر المحافظين على التقاط صور على دراجات كهربائية ومساكن تراعي الحياد الكربوني.

والإثنين قال سوناك إن ترك عبء الديون التي تسبب بها الوباء للأجيال القادمة سيكون أمرا "لا أخلاقيا"، لكن من دون أن يأتي على ذكر ملف التغيّر المناخي.

ولفتت مسؤولة السياسات لدى "غرينبيس" في المملكة المتحدة ريبيكا نيوسوم إلى أن تجاهل مسألة المناخ "مؤشر مؤذ" قبيل "كوب26".

بريكست

في المقابل، كان بريكست المحور المتكرر بالنسبة لحزب جونسون، الذي يشدد على أن المشاكل الحالية المرتبطة بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي موقتة.

وحذّر الوزير المكلّف ملف بريكست ديفيد فروست من "الأفكار المعادية للنمو" و"التعاسة الدائمة" التي تعكسها جماعات الضغط "المناهضة لوسائل النقل وللسيارات".

من جهتها، استغلت وزيرة الداخلية بريتي باتيل خطابها خلال المؤتمر الثلاثاء للتعهّد بتحرّك أكثر تشددا حيال المتظاهرين الناشطين في مجال المناخ الذين يغلقون شوارع في أنحاء لندن. ورأت أن المتظاهرين "يفتقدون لحس المسؤولية".

ووصف جونسون المتظاهرين بأنهم "عديمو المسؤولية".

لكن رئيس "كوب26" ألوك شارما نفى أن يكون الحزب متساهلا في ما يتعلّق بمسألة تغيّر المناخ، قبل أقل من شهر من موعد استقبال غلاسكو وفودا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في المؤتمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى