الصحافة مهنة وليست وظيفة عامة

> الصحافة مهنة وليست وظيفة عامة، والصحفي شخص مهني وليس موظفاً عاماً، لذا على الصحفي الالتزام المهني كونه ركناً آخر أساسياً مع الالتزام الأخلاقي، ومن دونهما يفقد الصحفي أهم مؤهلاته الأساسية للعمل في بلاط صاحبة الجلالة والالتزام المهني، يعني أن الصحفي لا يكون صحفياً بقلمه فقط، وإنما بممارسة المهنة على أرض الواقع والانتقال إلى مواقع الأحداث المختلفة.

ليعلم من لا يعلم أن الصحافة مهنة أخلاقية بالدرجة الأولى، وإذا فقدت التزامها الأخلاقي فقدت أهم أركانها واحترام قرائها ومساندة الرأي العام، وإذا فقدت التزامها المهني فقدت تفوقها وتميزها.
الالتزام الأخلاقي في الصحافة هو الصدق والأمانة والاستناد إلى الحقائق المجردة في كل ما يقدم من معلومات وما تثيره من قضايا وما تطرحه من آراء، واحترام الرأي والرأي الآخر.

والالتزام الأخلاقي يعني أيضاً ألا يكون الصحفي أداة في يد أحد أو وسيلة للتعبير عن باطل، أو أجيراً لأصحاب النفوذ والثروة أو الجاه والحسب والنسب كما هو حاصل في بلادنا هذه الأيام.
يجب على الصحفي أن يكون فوق الشبهات بما معناه أن يظل ولاء الصحفي لجريدته أو مهنته فقط (والرزق على الله)، وليس من رسالة الصحافة التدمير والتخريب، وإنما رسالتها الأصلية هي البناء والحفاظ على الصالح العام بما يؤكد التزامها الوطني قبل أي شيء آخر.

يجب على الصحافة عدم الانسياق وراء الإثارة والجري وراء الشائعات التي يطلقها البعض عن حسن نية أو سوء نية لغرض في نفس يعقوب. أضيف إلى ذلك أن من مهام الصحفي الالتقاء بمصادر المعلومات والبحث عن الحقيقة أينما تكون.
وليكن مفهوماً أن الصحافة هي أغلى مهنة على قلب الوطن. إنها غدة الضمير ونحن نعشقها كي تبقى على صلة بالله والأرض والزمن والبشر.

إن نجاح الصحفي مشروط بأمانة الكلمة وشرف المهنة واحترام القلم، أما صحافة الخبطات واقتناص الفرص وإثارة الخلافات والانقسامات والمهاترات الجوفاء فأنها إساءة لكل القيم والمبادئ. أيضاً هناك خيط رفيع جداً بين حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة وحق المواطنين في الاطلاع والمعرفة والمعلومات، وبين الحق في حماية الحياة الخاصة للأفراد وحمايتهم من السب والقذف والتشهير، وتلك قضية خلافية عالمية لن ينتهي الجدل حولها طالما أن هناك أقلاماً تكتب وعيوناً تقرأ، وللموضوع بقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى