الصبيحي البطل مازال أسيرا

> بالله بالإسلام بالجرح الذي

ما انفك في جنب الهلال يسيل

هلا حللت عن الأسير وثاقه

إن الحديد على الأسود ثقيل

أحمد شوقي

وكأن الصبيحي البطل اللواء الركن محمود أحمد سالم، وهو في سجن الحوثيين بصنعاء أكثر من ست سنوات، تنقصه إشاعات سمجة من نوع رحيل قرينته الفاضلة، أطال الله عمرها، بعد رزئه الكبير وهو وراء القضبان بفقده المأسوف على شبابهما نجليه وضاح وعبد الولي، رحمة الله واسعة عليهما.
وهذه المرأة الصابرة والقوية اقتسمت وما زالت تقتسم جزءاً كبيراً من معاناة محمود البطل والأسطورة في حياته المفعمة بالتضحية والنضال.

فمحمود لم يذعن لحظة لحياة الدعة والراحة. وحتى في أثناء تبوأه للمناصب العليا مثل قائد منطقة أو قائد كلية حربية أو لواء أو حتى و زير للدفاع كان في تبوأه ذاك داخل في المغرم خارج من المغنم.

فطوبى لها، لمرأة كهذه، امرأة صبيحية تستمد من هذا المنبت الأصيل؛ أرض الصبيحة، قوتها وعزمها وصلابتها وصبرها الذي تتفطر منه الحجارة، في حياة تشاركية مع واحد من فرسان هذا العصر محمود أحمد سالم الصبيحي، العصر الذي قل فيه الفرسان وانمحت فيه الفروسية ودجنت الخيول فيه إلا ما يكون من أمر المباهاة بها في نوادي الأثرياء.

إن مفاوضات سنوات الشدة الست مع الحوثيين لإطلاق سراح وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي وزملائه الأبطال لم تكن لترقى إلى مستوى الجدية التي تتساوى مع أسير بمثل حجم الصبيحي ورفاقه، دون أن ننبش في النوايا وصدقها لدى المفاوضين من طرف الشرعية أو سواها. وهل كان بالإمكان الذهاب إلى أبعد مدى جدياً في التفاوض لإطلاق سراح أسير يعتبره الوطن برمته أحد الأعمدة العسكرية ذات المواصفات الوطنية النادرة.

من حق الصبيحي كإنسان أن يستعيد حريته وأن يحيا بقية عمره بين أكناف أسرته التي كان نصيبها منه طليقاً أقل مما يوصف بعد أن أخذه الفرض العسكري والواجب الوطني إلى ما يفوق حياة الإنسان الطبيعية بكثير، وها هو الآن أسيراً أمضى ستاً من السنين العجاف مقيد الحرية فاقد الأحبة ممن هم في انتظاره أو ممن تخطفهم الموت.

وإن كان هناك من يخشى عودة هذا الأسد إلى عرينه فقد ناشدنا في مقالات سابقة من بيده الأمر شرعية أو حوثيين أو حكاماً عرباً نكن لهم كل الاحترام، أن لا مانع من أن يحرر السجين البطل ويذهب للعيش في بلد آخر.
فالأوطان من الممكن أن يحملها البار بها بين ضلوع صدره أين ما حل أو ارتحل، وكم عائش على تراب وطنه وهو خائن لهذا التراب.

محمود أحمد سالم الصبيحي أيقونة عسكرية ونضالية لا تتكرر في حياتنا كثيراً، ومن حقه علينا أن نرفع الصوت عالياً مطالبين بتحريره من الأسر.
أطلقوا سراح اللواء الصبيحي القائد الشجاع والمناضل المقدام والإنسان الرائع الذي أحبه الناس في كل بقاع الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى