لماذا كل هذا ضد الجنوب؟ أين الخطاء؟

> فجعت عدن خاصة، والجنوب عامة، بالاعتداء الإرهابي الآثم على موكب المحافظ النبيل أحمد حامد لملس ومرافقيه.
أولا، حمدا لله على سلامة محافظ عدن ومرافقيه، ونترحم على الشهداء، والشفاء العاجل للجرحى.

حد يفهمنا لماذا الشمال لا توجد فيه مفخخات ولا اغتيالات ولا حصار بالوقود، بل يرسل إليه سفن محملة بالوقود لترضيته، ويرفض قبولها، ولا أحد هناك لديه مشكلة في المرتبات، وعلى وجه الخصوص مقاتلوه واتباعه، ولا يوجد نازحون ولا لاجئون، بينما المشكلة والأزمة أبوها وأمها الشمال، وهو محتل من قبل إيران، وهي التي تقود عمليات ضد التحالف والشرعية، بينما الشرعية ومن يقف وراءها مشغولون بالجنوب المحرر، وكل يوم يختلقون له مشكلة وأزمة.

لماذا كل هذا ضد الجنوب؟
لماذا يخلقوا في الجنوب كل يوم مشكلة وأزمة؟
لماذا يخلقون في الجنوب مكونات جديدة، ونراهم يضعون كل ساعة بيضا يفقس أزمات ومشاكل؟ أين الخلل؟

منذ بداية الحرب، يدخلون الجنوب في أزمة ويخرجونه إلى أزمة أخرى، منذ بداية الحرب والخراب والتدمير مستمر.
منذ بداية الحرب والاغتيالات مستمرة لكوادر الجنوب، حكومة تأتي وحكومة تذهب ولا تعمل شيئا غير نشر الفساد وإحكام الحصار على الجنوب وعلى عدن.

لا حرب في الشمال، لكن هناك تشجيع للنازحين للذهاب إلى الجنوب، وإلى أماكن لا أحد يتصور أن تجد فيها نازحا، وديان وجبال صماء وصحاري قفراء واسعة لا تجد فيها أي سبب للحياة. لماذا كل ذلك ومن أجل ماذا توجيه الناس إلى مناطق ليست مناطقهم لا زرع فيها ولا ضرع؟ أما المدن فقد امتلأت من النازحين الذين المفروض على الشرعية والتحالف توجيههم إلى ميادين القتال للذود عن مرابعهم وتحريرها من التمدد الإيراني الذي أصبح أمر واقع يفرض التشيع حتى في المناطق السنية، وبداء في فرض الأيديولوجيا الفارسية وفرض كل طقوسهم الدينية التي تتعارض مع طقوس المجتمع اليمني. لماذا تشجع الشرعية النازحين على إخلاء بلداتهم وقراهم ويتركونها للإيرانيين، ويأتون إلى الجنوب الذي فيه الحياة لا تطاق بسبب انهيار سعر العملة المحلية والفقر المدقع الذي فرضته الشرعية؟ هل يعدونهم لاستقبال طلائع إيران عند غزوهم اللاحق للجنوب ؟ أو استخدامهم لإرباك المشهد الجنوبي في الجانب الأمني أو أيش السبب ؟ من يفهمنا؟

الكل يبحث في خرم الإبرة في الخلافات الجنوبية لكي يبني عليها موقفا سياسيا بأن الجنوب غير موحد وغير مستقر، طيب، وانتم ما لكم والجنوب؟ اتركوا الجنوب يتخذ قراره بحرية دون تدخل منكم، واذهبوا إلى الشمال، شاهدوا ماذا يجري هناك وهل العصا التي تستخدمها إيران تمثل لكم وحدة الموقف بين الأطراف السياسية الشمالية؟ وهل هذا في نظركم أن الشمال موحد وليس لديهم خلافات وأن كل شيء على ما يرام؟

سئمنا من استخدام الشرعية كمسمار جحا، التي أصبحت هي المشكلة، وهي التي أوصلت البلاد والعباد إلى هذا الوضع بسبب فسادها وترهلها وفشلها في قيادة عملية سياسية وعسكرية على مدار السبع السنوات التي أدت إلى تحول المعركة من القضاء على التدخل الإيراني إلى الاستجداء من إيران المساعدة على وقف الحرب في اليمن حسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين، هذه الشرعية بغبائها مكنت مجموعة من الانقلابيين، تدعمهم ايران، من أن تصبح لهم قوة على الأرض يتنافس العالم على الحصول على رضاها.

حسابات الشرعية ومن يدعمها ستكون خاطئة اذا استمروا في حصار الجنوب وفي إضعافه... هذا الجنوب الذي أهدى الشرعية والتحالف نصرًا وحيدًا خلال حرب السنوات السبع وبينما كل معارك الشرعية كان نتيجتها من هزيمة إلى أخرى حتى وصل الإيرانيون إلى مشارف الجنوب واحتلال أجزاء منه.
الآن حان وقت الحساب. الشرعية بكل المقاييس فشلت أو بالمعنى الأصح هزمت ماذا يعني ذلك هل التحالف سيساعدها على مواصلة الهزيمة حتى يتم تسليم الجنوب لإيران.

هل يعلم التحالف أن تسليم الجنوب لإيران يعني أنها أصبحت أمام العالم قوة إقليمية يفترض بحكم الأمر الواقع التعامل معها باحترام، وأن ما تبقى كبلدان في هذه المنطقة ستكون تابعة لإيران، والتعامل معها سيكون عبر ايران التي ستصبح مسيطرة على أهم مضايق البحار (هرمز وباب المندب) وعلى نفط الجنوب وثرواته، وحسب تصريحات المسئولين الإيرانيين بأن النفط في المناطق العربية في يد الشيعة، وستكون المضايق بيد ايران، وعندها ستكون إيران سيدة البحار (الخليج وبحر عمان وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر) ويمكن أن تفرض إتاوات على نقل النفط العربي عند مروره بهذه المضايق، وستكون التجارة الدولية تحت سيطرتها.

لا أعرف أن حربا بدأت الاتجاه شمالًا، وانتهت جنوبًا، بينما الجنوب انتصر، ولكن تجرى محاولة هزيمته لمصلحة من؟ لا أحد يدري.
سيمر زمن صعب، وستنتصر الإرادة الجنوبية، وسيذكر من ساعدوا على هزيمة الجنوب أنهم خاطئون عندما يجدون الجنوب إلى جانبهم في الملمات القادمة التي ستأتي اليهم. إنه القدر الذي يمر على الجميع دون استئذان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى