الخوف من بطش الحوثيين قد يعيد الشمال لعصر الإمامة

> ​في إحدى الفقرات التي وردت في كتاب خيوط الظلام عصر الإمامة الزيدية في اليمن، كتب عبدالفتاح محمد البتول التالي:
لقد دمرت الإمامة كل قيم العدالة ومعاني الحرية في النفسية اليمنية، وعادت بها إلى ظلمة الجهل والاستبداد والفتن والدماء، فلم تترك الإمامة طوال حكمها وفي كل مراحلها سوى ذكريات سوداء، والكثير من الدماء.

ويضيف البتول: عمل الأئمة على محق العلم ومسخ المعرفة، وتهديم دعائم النور والهدى، وعملوا على تثبيت ليل الجهل، وترسيخ دعائمه وتعميق جذوره.
لقد حارب الأئمة كل مظاهر العلم والمعرفة، وكانت لهم وسائلهم القاسية في تجهيل الشعب، وقفل أبواب المعرفة في وجهه، وفي سحق كل مواهبه وملكاته. انتهى كلام البتول هنا.

 خلال السنوات الماضية برزت مخاوف من أن تؤسس جماعة الحوثي لعودة الحكم الإمامي السلالي الذي أطاح به اليمنيون في العام 1962. اليوم المخاوف أكبر.
بعض الباحثين اليمنيين يقولون، إن جماعة الحوثي شكلت منذ ظهورها نهاية التسعينيات حاملاً سياسياً وعسكرياً ودينياً لمشروع عودة نظام الأئمة. ويذهب البعض الآخر أبعد من ذلك ويحذر من أن أساليب الترهيب وبث الرعب التي ساعدت أسلافهم على البقاء في الحكم لمئات السنين، تعاود اليوم هذه الأساليب للظهور على يد جماعة الحوثي، ومن الواضح أنها حققت حتى الآن الهدف منها إلى حد كبير.

هل الخوف من بطش الحوثيين سيعيد نظام الإمامة إلى الشمال؟ هناك من لا يزال يردد أن الحوثيين يفتقدون للحاضنة الشعبية في عدد غير قليل من المحافظات الشمالية، فهل كان للأئمة الحاضنة الشعبية الكاسحة عندما حكموا كل الشمال لقرون من الزمن؟
وفيما يراهن الحوثيون على الاستمرار ببعث الرعب في نفوس أبناء الشمال، هل يمكن التغلب على جين الخوف المتأصل، فمتى؟ وما الظروف المناسبة لذلك؟
الإمامة لم تمت في أي يوم من الأيام في الشمال مثلما لا تزال المناطقية متجذرة في الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى