​استهداف لملس يحدثنا بالكثير

>
الأستاذ لملس رجل ينضح وجهه بالطيبة في أبهى وأنقى صورها وتجلياتها، وإن تلفعت ملامحه بمسحة من الإنهاك والإرهاق البالغ، لأنهُ ينغمس بفدائية لمجابهة أعباء المسؤوليات التي ألفاها على كاهله، ثم إن أهل مدينته (عدن) علّقوا عليه الآمال الكبار لانتشالهم وانتشالها من دوّامة العبث الذي نكّل بهم وبها طويلا، إذا من هذا الذي يرومُ إلى إزاحته من المشهد؟ أو من هذا الذي عزم على تصفيته بهذه الصورة البشعة؟
!
  * هذا يعطينا قراءة عن المآل الذي بلغناه، وينبشُ في جدران ذاكرتنا مشهد تناثر جُثث عشرات الجنود الذين تجمّعوا أمام دار قائدهم في خورمكسر لاستلام مرتباتهم إثر انفجار مروع، أو مشهد تطاير أشلاء مجاميع من الجنود بعد التدريب في معسكر رأس عباس في البريقة، أو مشهد جندلة عشرات المواطنين والجنود من قبل إرهابيين وانغماسيين في حادث اقتحام وتفجير إدارة أمن عدن، واستهداف من في نطاقها بطريقة إرهابية وحشية، حتى النسوة لم يسلمن يومئذ من الذّبح كالنعاج !

  * مَن يحتضن الإرهاب والإرهابيين؟ ومن يغرس فكر القتل في أذهانهم ؟ وفي أي حواضن أو ملتقيات أو جمعيات وخلافه يجري ذلك؟ أو من يضخٌ لهم بكل هذا المال للقتل؟ وكيف يجري عزل الإرهابي/ القاتل عن أهله ومحيطه ومجتمعه حتى يقوم بكل ذلك؟ وكيف يجري إقناع الإرهابي وإيصاله إلى استسهال فكرة قتل النفس المحرّمة ؟ وماذا يُستخدم لأجل ذلك ؟ وكيف؟ أسئلة أضعها على طاولة القارئ الكريم ليتأملها وحسب.

* هنا يبرزُ جلياً التّرابط الوثيق العرى بين الداخلي والخارجي في شأن الإرهاب عموما، ويتجلّى لنا أن أخطبوط الإرهاب بأذرعه الطّائلة قوي القبضة والفعالية، كما يَسطعُ بشكل بارز دور الفعل الاستخباراتي الحاذق والمحترف فيه، وهنا يمكن الإيماء إلى من يمكنه أن يمتلك ناصية الرّبط بين الداخلي والخارجي في الحدث الإرهابي ، خصوصا ثمّة مؤشرات عدّة توميئُ إلى ذلك، بل ثمّة ارتباطات ذائعة بهذا الشّأن، وكلٌ هذه معطيات أُفردها أمام القارئ ليتمحصّها، ليس إلّا.

* ببرأة وحُسن نية الأستاذ لملس، وأيضا كل قيادتنا في الانتقالي، كل هؤلاء وضعوا نصب عيونهم رؤية توحيد اللحمة الجنوبية وشد عضدها، والعمل مع كل الجنوبيين بصرف النظر عن انتماءاتهم وارتباطاتهم السياسية بكيانات ما قبل مجيئ مجلسنا الانتقالي، وولائهم الوثيق لها، هذا يمكن أن يكون مقبولا نظريا، بل حتى الأستاذ لملس نفسه سعى جاهدا لاستئصال شأفة الفساد في مكتبه التنفيذي في المحافظة، لكنه لم يفكر مطلقا في نفس الأمر في نفس مَبناه ومحافظته! لا أضيف كثيرا هنا، لكن المهم أن أسأل: مَن بإمكانه تحديد مواعيد حركة واتجاه موكبه و ... و ...؟!
* الخصوم قُساة القلوب، والشّواهد أمام عيوننا، بل الأحداث تتجسّد أمامنا بمنتهى الوحشية والقسوة التي تعيشها لحظات جغرافيتنا المضطربة والمنكوبة بكل الويلات، هذا يستدعي إعادة القراءة والتقويم، ويستدعي أيضا تغيير مفردات وأدوات الأداء، أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى